الكتب السماوية
يُراد بالكتب السماوية: كلام الله -تعالى- المتفرّع إلى كلامٍ قدري وكلامٍ تشريعي، فالكلام القدري أي الأوامر التي تصدر منه -سبحانه-؛ كأمره بالإحياء أو الإماتة، وتجدر الإشارة إلى أنّها ليست محصورةً بعددٍ معينٍ، وقد ذُكرت في عدّة آياتٍ قرآنيةٍ، منها: قول الله -تعالى-: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)،[١] أمّا الكلام التشريعي فهو: الكلام الذي خاطب الله -تعالى- به الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام- بواسطة أمين الوحي جبريل -عليه السلام-، وقد فصّل فيها -سبحانه- الأحكام والشرائع، ولذلك فهي محصورةٌ بعددٍ معيّنٍ، قال -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ).[٢][٣]
كم عدد الكتب السماوية؟
يجب على المسلم الإيمان بجمع الكتب السماوية المُنزلة من عند الله -تعالى-، والإيمان بها إمّا أن يكون إجمالياً دون الخوض بتفاصيلها وما يتعلّق بها من العدد ونحو ذلك، أو تفصيلياً بالإيمان بما ورد وثبت فيما يتعلّق بتفاصيلها في نصوص الوحي من القرآن والسنة، وتجدر الإشارة إلى أنّ الكتب السماوية لم تنحصر بعددٍ معيّنٍ؛ إذ إنّ الله -تعالى- أنزل الكتب على الأنبياء والرُسل الذين لم يثبت عددهم وبالتالي لم يثبت عدد الكُتب المُنزلة عليهم، فقد وردت العديد من الآيات القرآنية التي ذكرت الأنبياء والرسل بشكلٍ مجملٍ، منها: قوله -تعالى-: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ)،[٤] وقوله: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)،[٥] وقوله أيضاً: (قُلْ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)،[٦] وبناءً على ما سبق يجب الإيمان بالكتب السماوية بشكل مجملٍ دون القطع بعددها إذ إنّه غير معلومٍ، والإيمان بتفاصيلها الثابتة في نصوص القرآن والسنة،[٧] والكتب المذكورة في النصوص بتفاصيلها هي:[٨]
- الصُحف: وهي التي أُنزلت على إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-.
- التوراة: وهو الكتاب الذي أُنزل على موسى -عليه السلام-.
- الزَّبُور: وهو الذي أنزله الله -تعالى- على داود -عليه الصلاة والسلام-.
- الإنجيل: وهو الكتاب المُنزل على عيسى -عليه السلام-.
- القرآن: وهو الكتاب الذي أنزله الله -تعالى- على محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- للناس كافةً، وقد نسخ الله الكتب السابقة كلّها بالقرآن الكريم فجعله آخرها وخاتمها فقال: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ).[٩]
المراجع
- ↑ سورة يس، آية:82
- ↑ سورة الشورى، آية:51
- ↑ محمد الحسن الددو الشنقيطي، دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي، صفحة 11. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:213
- ↑ سورة البقرة، آية:136
- ↑ سورة آل عمران، آية:84
- ↑ محمد صالح المنجد (26/2/2019)، "عدد الكتب التي أنزلها الله تعالى"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 22/4/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 71-72. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية:48