ظهور سيدنا عيسى
لقد أخبرنا الله تعالى في كتابه أن سيدنا عيسى عليه السلام قد رُفِع إليه فَلم يُقتل أو يُصلَب كما ادّعى اليهود، فقال تعالى: (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا* بَل رَّفَعَهُ اللَّـهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)،[١] ويكونُ ظهورُه آخر الزّمان؛ إذ هو علامة من علاماتِ اقترابِ السّاعة، وظهور سيّدنا عيسى عليه السلام ثابتٌ في السّنة كذلِك؛ فعن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (والذي نفسِي بيدِه ليُوشِكنّ أن ينزِلَ فيكم ابنُ مريمَ حكماً مقسطاً، فيكسر الصّليب، ويقتلُ الخنزير، ويضعُ الجزية، ويفيضُ المالُ حتّى لا يقبلَه أحدٌ)،[٢] ولعل الحكمة من نزول عيسى عليه السلام في آخر الزّمان هو جعل الأرض عامرةً بالدّين الإسلاميّ دين التوحيد، فبعدما يكون الناس في اختلافٍ من أمرهم وبُعدٍ عن دينِهم، وانقساماتٍ وتحزّبات، يأتي نزول عيسى عليه السلام فيهم ليُبطلَ كلّ شيءٍ من الأديان من دون دين الله الإسلام، أي كأنّه يُجدّد ويُعيد نضارة الإسلام في قلوب الناس ليعودوا إلى ربّهم وإلى الانقيادِ لِأوامرِه والابتعادِ عن نواهيهِ.[٣][٤]
أبرز مهامِ سيّدنا عيسى عِند نزوله
فيما يأتي بيان بعض المهمات التي يقوم بها سيدنا عيسى عليه السلام عند نزوله على الأرض في آخر الزمان:[٥][٦]
- قتلُ المسيح الدّجال: يقتلُ سيّدنا عيسى عليه السلام الدّجال الذي نشر الفساد والظلم بين النّاس من شرّ فتنته؛ فيكون قتلُه أولَ مهمّة لنبيّ الله عيسى عليه السلام؛ حيث ينزل عند المنارة البيضاءِ شرقي دمشقٍ كما أخبر المصطفى صلّى الله عليه وسلّم: (ينزلُ عيسى ابنُ مريمَ عند المنارةِ البيضاءِ شرقَي دمشقٍ).[٧]
- الحكمُ بشريعة محمّد عليه الصّلاة والسّلام: يحكمُ سيّدنا عيسى عليه السلام بما جاءَ به محمدٌ عليه الصّلاة والسّلام من عند ربّه؛ فلا يأتي بدينٍ أو شرعٍ جديد، وينكر على اليهود والنصارى كفرهم وغُلّوهم، فيكون حاكماً من حكّام الإسلام معيداً لأمر دين الإسلام مُتبِعاً لمحمّد عليه الصّلاة والسّلام، وممّا يؤكّد ذلِك حجّه وصلاتُه مع المسلمين.
- الحكم بالعدل وعموم الخيرات: سيكونُ زمان عيسى عليه السلام زمنَ خير وبركةٍ ورخاء؛ فتعمّ الخيرات، وتفيض الأرض بالبركات، وينزل الغيث، ويفيض المال، ويزيل الله تعالى البغض والحسد والشحناءَ من قلوبِ النّاس، ويلبث في الأرض حكماً عدلاً بما أمر الله تعالى به سبعَ سنين؛ فيكون عمره وقت نزوله ثلاثًا وثلاثين، ثمّ تُقيضُ روحُه الطاهرة عليه السلام ويُتوفّى في الأربعين من عمره، ويُصلّي عليه المسلمون.
صفةُ سيّدنا عيسى
جاء وصفُ سيّدنا عيسى عليه السلام في السنة المطهرة، فقد أخبرنا النبيّ صلّى الله عيليه وسلّم عن بعضٍ من صفاتِه الخَلقيّة وهيئتِه الظاهرة، فقال عليه الصّلاة والسلام: (مررتُ ليلةَ أسريَ بي على موسَى بنِ عمرانَ عليه السلام، رجلٌ آدمٌ طُوالٌ جعدٌ كأنّه من رجالِ شَنوءةٌ، ورأيتُ عيسى ابنَ مريمَ مربوعَ الخَلقِ إلى الحُمرةِ والبياضِ، سبطَ الرأس)،[٨] وقال أيضاً: (رأيتُ عيسى؛ فإذا هو رجلٌ ربعةٌ أحمرٌ، كأنّما خرجَ من ديماسٍ..)،[٩] إذن يتبيّن لنا من الأحاديثِ الشريفةِ، أنّ سيّدنا عيسى عليه السلام كان معتدلَ القامةِ، ولونُ بشرته بيضاءُ مشربة بالحُمرةِ، وشعرَ رأسِه ذو نعومة ممتدٌ إلى ما بين منكبيهِ ذو سوادٍ، كأنّ به قطرُ ماءٍ وما أصابه البَلل، وهذا يدلل على نضارتِه وبهائِه وجماليّته وحيويّتِه.
مواضيع أخرى:
ترتيب العلامات الكبرى لقيام الساعة
ظهور العلامات الصغرى ليوم القيامة
المراجع
- ↑ سورة النساء، آية:157-158
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2222، صحيح.
- ↑ "لحكمة من نزول عيسى عليه السلام آخر الزمان"، الإسلام سؤال وجواب، 7/12/2014، اطّلع عليه بتاريخ 13/9/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد بن إبراهيم السبر (8/12/2018)، "أشراط الساعة الكبرى (3) نزول عيسى عليه السلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13/9/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد بن إبراهيم السبر (8/12/2018)، "أشراط الساعة الكبرى (3) ظهور عيسى عليه السلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13/9/2021. بتصرّف.
- ↑ علي محمد الصلابي، المسيح عيسى عليه السلام، صفحة 358-357. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أوس بن أبي أوس وقيل أوس بن أوس والد عمرو، الصفحة أو الرقم:8169، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:165، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:3394، صحيح.
- ↑ علي محمد الصلابي، المسيح عيسى ابن مريم، صفحة 359-360. بتصرّف.