علامات الساعة الكبرى

العلامات الكبرى للساعة هي مجموعة من الأحداث العظيمة، التي تحدث قبيل انتهاء الحياة الدنيا بقليل، إيذاناً وإعلاناً بقرب قيام يوم القيامة، وهذه الأحداث غير متوقعة الحدوث وغير معتادة، فهي خارجة عن المألوف عند الناس، ويكون وقوعها متتابعاً واحدة تلو الاخرى، قال النبي صلى الله عليه وسلم واصفاً إياها: (خُروجُ الآياتِ بعضُها على إِثْرِ بعضٍ ، يَتَتَابَعْنَ كما تَتَابَعُ الخَرَزُ في النِّظامِ)،[١] وهذه العلامات لم يقع منها شيء إلى الآن.[٢]


ترتيب العلامات الكبرى لقيام الساعة

جاء في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي ذكرت علامات الساعة الكبرى، إلا أن ترتيب العلامات في هذه الأحاديث يختلف من رواية لأخرى، فلا يوجد نصاً صريحاً يبين ترتيبها، وعليه فقد تعددت آراء العلماء في ترتيبها، مع اتفاقهم أن آخر العلامات الكبرى هي خروج النار التي تحشر الناس، فترتيب العلامات الكبرى هي مسألة اجتهادية بين أهل العلم،[٣] وفيما يأتي بيان هذه العلامات:[٤]

  • المهدي: وهو رجل من البشر يخرج في آخر الزمان، اسمه يوافق اسم النبي صلى الله عليه وسلم واسم أبيه كاسم أبي النبي صلى الله عليه وسلم، فاسمه محمد بن عبد الله، يأتي المهدي في زمان انتشر فيه الظلم والفساد والقتل، فيقوم بالإصلاح والعدل بين الناس، فيحكم بشريعة الله تعالى وينشر التعاليم الإسلامية، ويعظّم أمر الأمة الإسلامية ويرفع قدرها، فيبايعه الناس على السمع والطاعة، ويصبح ولي أمرهم، فيحكم في الأرض بضع سنين.
  • الدجال: وهو رجل من بني آدم عظيم الخلقة، كثير الفتنة، فتنته من أعظم الفتن التي يشهدها الناس، وسمي بالمسيح لأن إحدى عينيه عوراء ممسوحة، والدجال لكثرة كذبه وفتنه وإعراضه عن الحق، فإن الله تعالى يؤيده ببعض القدرات الخارقة لاختبار العباد وامتحانهم بإيمانهم، فيدعي الألوهية، ويقوم بتصديقه واتباعه من كان ضعيفاً في إيمانه، وقد حذر النبي صلى الله عليه من فتنته في كثير من أحاديثه، ويخرج في زمن المهدي، ويدركه النبي عيسى عليه السلام، حيث يُقتل على يديه.
  • نزول عيسى عليه السلام: ينزل النبي عيسى عليه السلام من السموات العلى، يحكم بين الناس بالعدل، وينشر الأمن والطمأنينة، ويقضي على أهل الفساد والشر، وتنتشر البركة على الأرض فتكثر الأموال وتنمو الزروع، ويسود الخير وتزول البغضاء والشحناء، ويحيي شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويحكم بها، ويمكث في الأرض حتى يتوفاه الله تعالى.
  • يأجوج ومأجوج: وهما طائفتان أو أمّتان كبيرتان من بني آدم لا يعلم عددهم إلا الله تعالى، يخرجون في زمن سيدنا عيسى عليه السلام بعد موت الدجال، فيكونون بلاءً عظيماً وشراً كبيراً على الناس، ولا يستطيع أحد قتالهم، يستمرون في إفساد الأرض، فلا يأمن شرهم أحد، ويكون المؤمنون وقتئذ مختبئين متحصنين، ومنهم عيسى عليه السلام، حيث لا يأذن له الله تعالى بقتالهم، فيقوم ومن معه من المؤمنين باللجوء والتضرع إلى الله تعالى وسيسألونه أن ينجيهم منهم، فيسلط الله عليهم الدود الصغير، فيهلكون جميعاً، ثم يرسل الله الطير لحمل أجسادهم وطرحها في البحر، ثم ينزل الله الغيث من السماء لغسل الأرض من آثارهم، وتنعم البركة والخير على الأرض.
  • طلوع الشمس من مغربها: وهي آية عظيمة غير معتادة دالةً على قرب الساعة، فلا يكون لوقوعها إلا زمن يسير، وبهذا الوقت يغلق باب التوبة، ولا ينفع النفس أن تؤمن حينها إن لم تكن آمنت من قبل.[٥]
  • خروج الدابة: حيث تخرج دابة من الأرض تكلم الناس وتخاطبهم، وتميز المؤمن من الكافر وتسميهم، وتخرج هذه الدابة عند فساد الناس، وقد اختلف العلماء في صفتها.[٦]
  • الدخان: وهو من العلامات الدالة على قرب الساعة، حيث يملأ الأرض ويبقى فيها أياماً.[٧]
  • الخسوفات الثلاث: حيث تحدث في الأرض ثلاثة خسوفات عظيمة وكبيرة، فواحد يكون في المشرق، وواحد في المغرب، وواحد في جزيرة العرب.[٨]
  • النار التي تحشر الناس: حيث تخرج نار تحشر جميع الناس، وهذه آخر علامات الساعة الكبرى، وظهورها إيذاناً ببداية الساعة.[٩]



مواضيع أخرى:

علامات يوم القيامة

ظهور العلامات الصغرى ليوم القيامة


المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:3227، صحيح.
  2. محمد بن غيث بن غيث، أحاديث أشراط الساعة وفقهها، صفحة 489. بتصرّف.
  3. حسن أبو الأشبال الزهيري، الدفاع عن الله ورسوله وشرعه، صفحة 21. بتصرّف.
  4. عبد الله الغفيلي، أشراط الساعة، صفحة 75-138. بتصرّف.
  5. محمد غيث، أحاديث أشراط الساعة وفقهها، صفحة 635. بتصرّف.
  6. عبد الله الغفيلي، أشراط الساعة، صفحة 147. بتصرّف.
  7. يوسف الوابل، الساعة.pdf أشراط الساعة، صفحة 383. بتصرّف.
  8. يوسف الوابل، الساعة.pdf أشراط الساعة، صفحة 381-382. بتصرّف.
  9. عبد الله الغفيلي، أشراط الساعة، صفحة 163. بتصرّف.