تعريف الإيمانُ بالغَيب
الغيب هو كل شيء خفي عن جميع المخلوقات أوغاب عن جميع الحواس، فلا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، حيث استأثره الله بعلمه وحده فلا يخبر به أحداً، قال تعالى: (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّـهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)،[١][٢] ويقسم الغيب إلى قسمين من حيث إمكانية إدراكه والوصول إليه، وهما:[٣][٤]
- الغيب المطلق: وهو ما غاب عن جميع المخلوقات، ولا يمكن إدراكه بالحواس وإحاطته بالعقل ولا يمكن الوصول إليه، فهو الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى، كصفاته سبحانه، ويوم القيامة، والملائكة والجن.
- الغيب الإضافي: وهو ما كان غائباً عن بعض المخلوقات دون بعض، كالغيبيات التي تعلمها الملائكة دون البشر، أو التي علمناها عن طريق أنبياء الله ورسله.
والإيمان بالغيب هو التصديق الجازم والإقرار بالأمور الغيبية جميعها، سواء التي استأثرها الله بعلمه، أو التي علمناها عن طريق الوحي بواسطة الرسل والأنبياء، فالإيمان بالغيب هو ركيزة من ركائز عقيدة الإسلام، ودعامة الدين الإسلامي، وهو ركن عظيم من أركان الإيمان الستة؛ الذي لا يصح إيمان العبد بدونه.
أنواعُ الغيّبيّات
تكون الأمور الغيبية إلى نوعين، وهما:[٥]
- النّوع الأوّل: هي الأمور الغيبية التي تحدث في الدنيا من أمور المستقبل كأشراط الساعة، أو أمور الماضي التي حدثت كقصص الأنبياء المؤكد صدقها.
- النوع الثاني: هي الأمور الغيبية التي لا تتعلق بحياة البشر ولا تتعلق بالحياة الدنيوية، وهو نوعان، وهما:
- الغيبيات الكونية، كأخبار السماوات وأخبار الكرسي والعرش.
- الغيبيات المتعلقة باليوم الآخر، من أحداثها وما سيكون بعدها، فالعقل والحواس لا يستطيعان إدراكها والإحاطة بها.
أهمية الإيمان بالغيب
إن أهمية الإيمان بالغيب جليلة للغاية؛ إذ الإيمان بالغيب هو الذي يفرّق بين الكافر والمؤمن؛ ويفرّق بين الإنسانِ والحيوان؛ فهو من الحقائق الكبرى التي يعيش عليها الإنسان، وهو من أعظمِ مسائل وقضايا الاعتقاد والعمل، فأهل السّنة والجماعة يؤمنون بالغيبِ وما جاءَ بالدليل الصحيح عنه مما ورد في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ويدخل في الإيمان بالغيب الإيمان الله تعالى وبصفاته وأسمائه، والإيمان بالأنبياء والرسل، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر، والإيمان بالملائكة، فهو الأصل في اعتقادهم وتصديقهم، إذ يشتمل على أصول الإيمان العظيمة وأركانه، وهذا مما يقود المؤمن إلى التفكر والتأمل والاستدلال، فيكون سبباً في تحصيل العلم بالله وبصفاته والإيمان والتصديق بالأمور الغيبية.[٦][٧]
آثار الإيمان بالغيب
إنّ للإيمان بالغيبِ فوائد وآثار تعود على الفرد المسلم في كافة شؤون حياته؛ من أهمّها ما يأتي:[٨]
- الاستشعار الدائم من المسلم بمراقبة الله -عزّ وجلّ- له في كل سكناته وحركاته، وذلك مما يزيده خوفاً وخشيةً.
- الالتزام والاستقامة على دين الله -عزّ وجلّ-؛ وتحقيق صلاح العمل والسلوك، وذلك بتنفيذ أوامره واجتناب نواهِيه.
- الإحساس بالأمن والأنس، وزيادة الطمأنينة؛ وذلك مما يدفعه إلى الصبر وعدم اليأس والجزع.
- التوكل على الله تعالى مع الأخذ بالأسباب، من غير تهاون أو تقصير.
المراجع
- ↑ سورة النمل، آية:65
- ↑ بسام علي العموش، الإيمان بالغيب، صفحة 10. بتصرّف.
- ↑ حسين بن محمد المهدي، الكتاب: صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال، صفحة 161. بتصرّف.
- ↑ "تعريف و معنى الإيمان بالغيب في معجم المعاني الجامع"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 19/8/2021. بتصرّف.
- ↑ ناصر العقل، مجمل أصول أهل السنة، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ سفر الحوالي، دروس الشيخ سفر الحوالي، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ محمد سيد الطنطاوي، تفسير الطنطاوي، صفحة 42. بتصرّف.
- ↑ يحي مراد، الإيمان بالغيب&source=bl&ots=lgho5QpS2q&sig=ACfU3U2EBTt9P8J--ZPbO8pLqszds6X5Lw&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwiY773f-ITnAhWbXRUIHY-gCVQ4KBDoATADegQICRAB#v=onepage&q=أثر الإيمان بالغيب&f=false عالم الغيب بين الوحي والعقل، صفحة 191-202. بتصرّف.