ما هو يوم الحج الأكبر؟

ذهب جمهور أهل العلم إلى القول أن يوم الحج الأكبر هو يوم النحر العاشر من شهر ذي الحجة؛[١] لورود الأدلة الصحيحة التي تدل على أن يوم الحج الأكبر هو يوم النحر، فهو المراد في قول الله -تعالى-: (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ).[٢][٣]


ولِما جاء في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: (وقَفَ يومَ النَّحرِ بينَ الجمَراتِ في الحجَّةِ الَّتي حجَّ فيها ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : أيُّ يومٍ هذا ؟ قالوا : يومُ النَّحرِ ، قالَ : فأيُّ بلدٍ هذا ؟ قالوا : هذا بلَدُ اللَّهِ الحرامُ ، قالَ : فأيُّ شَهْرٍ هذا ؟ ، قالوا : شَهْرُ اللَّهِ الحرامُ ، قالَ : هذا يومُ الحجِّ الأَكْبرِ ، ودماؤُكُم ، وأموالُكُم ، وأعراضُكُم عليكُم حرامٌ ، كحُرمةِ هذا البلدِ في هذا الشَّهرِ في هذا اليومِ).[٤][٥]


ولِما جاء عن أبي الصديق وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- أنهما أذّنا بما جاء في الآية الكريمة السابقة يوم النحر، حيث أمّر النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر الصديق على الحجاج في العام التاسع من ذي الحجة، وأمره أن يُعلن للناس البراءة من الشرك والمشركين، ثم بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أبي بكر علي بن أبي طالب، فأّذن معه يوم النحر بسورة براءة، وكان أبو هريرة -رضي الله عنه- من الذين بعثهم أبو بكر يوم النحر يعلّمون الناس ويؤذّنون بسورة براءة.[٣]


جاء في الحديث الذي يرويه أبو هريرة: (بَعَثَنِي أبو بَكْرٍ في تِلكَ الحَجَّةِ في مُؤَذِّنِينَ بَعَثَهُمْ يَومَ النَّحْرِ يُؤَذِّنُونَ بمِنًى: ألَّا يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، ولَا يَطُوفَ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ. ثُمَّ أرْدَفَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَلِيِّ بنِ أبِي طَالِبٍ، وأَمَرَهُ أنْ يُؤَذِّنَ ببَرَاءَةَ، قالَ أبو هُرَيْرَةَ: فأذَّنَ معنَا عَلِيٌّ يَومَ النَّحْرِ في أهْلِ مِنًى ببَرَاءَةَ، وأَلَّا يَحُجَّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، ولَا يَطُوفَ بالبَيْتِ عُرْيَانٌ).[٦]


السبب في تسمية يوم النحر بيوم الحج الأكبر

يعود سبب تسمية يوم النحر بيوم الحج الأكبر عند أهل العلم أن يوم النحر فيه تمام الحج ومعظم أعماله؛ ففي ليلته الوقوف بعرفة، والمبيت بالمشعر الحرام؛ أي مزدلفة، والذهاب منه إلى منى في الصباح، وفي نهاره رمي جمرة العقبة، والحلق، والنحر، وطواف الإفاضة، والرجوع إلى منى للمبيت فيها، وليس في غيره من أيام الحج أعمال مثل ذلك،[٧] ولأن الأذان والإعلام بالبراءة المذكور في الآية السابقة كان فيه،[٨] وعلّل الحافظ ابن حجر -رحمه الله- سبب التسمية أن في يوم النحر تكتمل بقية مناسك الحج.[٥]


المراجع

  1. النووي، المجموع شرح المهذب، صفحة 223-224. بتصرّف.
  2. سورة التوبة، آية:3
  3. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 338-. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2500، صحيح.
  5. ^ أ ب "يوم الحج الأكبر هو يوم النحر"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 1/9/2022. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:4655 ، صحيح.
  7. "يوم الحج الأكبر"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 1/9/2022. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 338. بتصرّف.