هل هاروت وماروت من الملائكة؟

اختلف علماء التفسير في حقيقة هاروت وماروت على أقوال عدة، إلا أن أصح الأقوال أن هاروت وماروت ملكان من الملائكة


ورد ذكر هاروت وماروت في موضع واحد من القرآن الكريم، وهي في قوله تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ..)،[١] وقد أمرهما الله تعالى بالنزول على الأرض، حيث نزلا على أرض بابل وهي منطقة في العراق، وقد كان الناس حينئذ قد فتنوا بالسحر والسحرة، فأرسلهما الله تعالى لتعليم الناس السحر حماية ووقاية لهم، فقاما ببيان حقيقة السحر للناس وأنه من فعل الشياطين، وأنه محرم عند الله تعالى، وقاموا بتحذيرهم من الافتتان به، وذلك لإقامة الحجة عليهم فلا عذر لهم أن يقعوا في الفتنة، وقال بعض أهل العلم أنهما نزلا لتعليم الناس اجتنابه لا لتعليمهم فعله، وبالمحصّلة فيجب على المسلم أن يعتقد ويقرّ أن نزولهما كان لغرض صحيح بإذن من الله تعالى.[٢][٣]


الإيمان بالملائكة

الإيمان بالملائكة ركن من أركان الإيمان الستة التي يجب على العبد التصديق والإقرار بجميعها، والإيمان بالملائكة هو الركن الثاني الذي يلي الإيمان بالله تعالى وتوحيده، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الإيمان: (أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ)،[٤] وقد أجمع علماء الأمة على وجوب الإيمان بالملائكة، وأن من أنكر وجود الملائكة أو بأي شيء يتعلق بهم مما ورد في نصوص الشريعة فقد كفر، قال تعالى: (وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)،[٥] إذ إن إيمان العبد لا يتحقق ولا يكتمل إلا به، وفيما يأتي بيان كيف يحقق العبد ركن الإيمان بالملائكة:[٦]

  • أن يؤمن بوجود الملائكة على الحقيقة، وأنهم خلق من خلق الله تعالى.
  • أن يؤمن بالملائكة الذين ذكرت أسماؤهم في نصوص الشريعة وما يتعلق بهم على وجه التفصيل، ويؤمن بالملائكة الذين لم يذكر أسماءهم على وجه الإجمال، فيؤمن بجميع الملائكة تفصيلاً وإجمالاً.
  • أن يؤمن بأن الملائكة دائمو الطاعة لله سبحانه وتعالى، حيث قال تعالى: (يُسَبِّحونَ اللَّيلَ وَالنَّهارَ لا يَفتُرونَ)،[٧] وأنهم معصومون من ارتكاب الذنوب والمعاصي، فهم خلق طاهر نقي، قال تعالى: (لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ).[٨]
  • أن يؤمن بأن الله تعالى قد جعل لهم صفات تختلف عن صفات البشر، فمما ذكر من صفاتهم أن لهم القدرة على التشكل بصورة البشر، وأنهم لا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون ولا يتناكحون، وأن الله تعالى قد جعل لهم أجنحة متفاوتة بالعدد فيما بينهم، فقد ورد في السنة أن الملك جبريل عليه السلام له ستمئة جناح، وغير ذلك من الصفات التي أعلمنا الله تعالى بها.
  • أن يؤمن أن للملائكة مهام ووظائف موكلون بالقيام بها بأمر من الله تعالى، فمثلاً هناك ملائكة موكلة بحفظ البشر وحمايتهم، وهناك ملائكة موكلون بقبض أرواح الناس، وغير ذلك مما أعلمنا الله بها.


المراجع

  1. سورة البقرة، آية:102
  2. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 2990. بتصرّف.
  3. ابن عثيمين، لقاء الباب المفتوح، صفحة 19. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.
  5. سورة النساء، آية:136
  6. "الإيمان بالملائكة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 16/8/2021. بتصرّف.
  7. سورة الأنبياء، آية:20
  8. سورة التحريم، آية:6