يوم القيامة

يوم القيامة هو اليوم الذي يأتي بعد انتهاء الحياة الدنيا وزوالها، وموت جميع المخلوقات وهلاكها؛ من الإنس والجن، والحيوان والنبات، والسموات، وكل ما في الكون، فلا يبقى أحد إلا الله تعالى، فهو الحي الذي لا يموت، فقال في كتابه: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ[١] ثم يبعث الله تعالى جميع الخلائق ويحييهم مرة أخرى للوقوف بين يديه جلّ وعلا، ويحاسبهم على أعمالهم في الدنيا من أقوال وأفعال، سواء كانت خيراً أو شراً، وسوف تجري على الخلائق في هذا اليوم العظيم الكثير من الأهوال والأحداث الكثيرة والعظيمة، حتى يساق العباد في نهاية هذا اليوم إلى دار قراره ومصيره، كل حسب عمله، إما الجنة وإما النار.[٢]


كيف يستعد المؤمن ليوم القيامة؟

إن الإنسان في هذه الحياة الدنيا كالمسافر الذي يستعد لسفره، يجهز أمتعته وحاجاته وطعامه وشرابه، والمؤمن كذلك الأمر يستعد لسفره من الحياة الدنيا للاستقرار في الحياة الآخرة، فالدنيا ما هي إلا ممر وعبور إلى دار القرار في الآخرة، فلا بد للمؤمن أن يستعد استعداداً تاماً لهذا اليوم، ومما يعين ويساعد في استعداده ما يأتي:[٣]

  • توحيد الله عزّ وجلّ وحده، وعدم الشرك به، فشهادة التوحيد من أعظم أسباب النجاة يوم القيامة.
  • تحقيق الإيمان الصادق في القلب، وتقوى الله عزّ وجلّ في كل فعل وقول، فهما سبب لنجاة العبد، قال تعالى: (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ* الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ* لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ).[٤]
  • خشية الله تعالى والخوف منه، فالخوف من الله تعالى يجعل المسلم مبادراً إلى فعل الخيرات والطاعات، تاركاً المعاصي والمنكرات، وتكون سبباً لنيل مغفرته ورضوانه في الآخرة، ونجاته من النار، ودخوله النار، وقد وعد الله تعالى العبد الذي يخشاه بتحقيق الأمن له يوم القيامة ورفع الخوف عنه، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي فيما يرويه عن الله تبارك وتعالى أنه قال: (وعزَّتي لا أجمَعُ على عبدي خوفَيْنِ وأمنَيْنِ إذا خافني في الدُّنيا أمَّنْتُه يومَ القيامةِ وإذا أمِنَني في الدُّنيا أخَفْتُه يومَ القيامةِ).[٥]
  • سلامة القلب وتصفيته من الشرك والنفاق، ونقائه من كل ما يؤدي إلى غضب الله تعالى وسخطه، واليقين والإقرار بعبودية الله تعالى، وتعظيمه وتعظيم شرعه، والإقبال عليه ومحبته، وتحقيق الإخلاص في كل قول وعمل، فالقلب السليم المقبل على الله تعالى دائماً هو الذي ينفع صاحبه يوم القيامة ويكون سبباً لنجاته ورفع درجاته في الجنة، حيث قال تعالى عن يوم القيامة: ( يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ* إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ).[٦]
  • المبادرة إلى أداء الحقوق وردّها إلى أصحابها، فينبغي للمؤمن السعي إلى معرفة حقوق الناس والوفاء بها، ففد ورد الكثير من الأحاديث النبوية التي تحذر من التهاون والتقصير في أداء حقوق الناس، ومن ذلك الوفاء بالدين وهو من أعظم الحقوق، وحفظ الأمانة وردها، والأمانة في الحكم والقضاء بين الناس فيحكم بالحق وبما شرعه الله تعالى، وعدم شهادة الزور والكذب، ويدخل في الحقوق أيضاً عدم الاعتداء على الناس وعلى ممتلكاتهم وأموالهم وأعراضهم، وتجنب نشر الفساد والنميمة بين الناس، والقول الحسن والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.[٧]
  • الإقبال على الله تعالى بالطاعات والتقرب إليه، والإكثار من الأعمال الصالحة، من صلاة، وتلاوة للقرآن الكريم، وصيام، وصدقة، وغير ذلك من النوافل والعبادات، مما يؤدي إلى تحقيق الإخلاص والابتعاد عن الذنوب والمعاصي والتوبة منها، فكل ذلك من استعداد المؤمن ليوم القيامة، وهذا مما يوجب دخول الجنة والنجاة من النار.[٨]



مواضيع أخرى:

ترتيب أحداث يوم القيامة

آثار الإيمان باليوم الآخر


المراجع

  1. سورة الرحمن، آية:26-27
  2. عمر الأشقر، اليوم الآخر القيامة الكبرى، صفحة 17. بتصرّف.
  3. "سبل السلامة من أهوال يوم القيامة (خطبة)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2/8/2021. بتصرّف.
  4. سورة يونس، آية:62-64
  5. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:640، أخرجه في صحيحه.
  6. سورة الشعراء، آية:88-89
  7. "حقوق الناس في الشريعة الإسلامية "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2/8/2021. بتصرّف.
  8. عبد المحسن قاسم، خطوات إلى السعادة، صفحة 76-79. بتصرّف.