يوم القيامة

جاءت عقيدة أهل السنة والجماعة بالتسليم للأمور الغيبيّة التي عِلمها عند الله تعالى وحده، ومنها اليوم الآخر أو يوم القيامة؛ وقد جعله الله -سبحانه وتعالى- من أركان الإيمان التي اليقين بها والتسليم لها واجبٌ على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ، وأنّ كلّ إنسانٍ على هذه الأرضِ فانٍ سوف يموت، كما قال تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ)[١] ثمّ يعيد الله تعالى إحياء خلقه بالبعثِ والنشور من قبورهم بعد الموت، وأولُ من يُبعث هو نبينا محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- ثم يحشر النّاس أجمعونَ حُفاةً عراةً، لملاقاة الله تعالى وبدء الحساب، كما جاء في التنزيل: (كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ.[٢][٣]


ترتيب أحداث يوم القيامة

تشتمل أحداث يوم القيامة على مراحل عظيمةٍ ومواقفَ هائلةٍ؛ جاءَت النّصوص الشرعيّة من القرآن الكريم والسّنة النبوية بالحديثِ عنها بالتفصيل؛ وفيما يأتي ذكر مراحل يوم القيامة على الترتيب:[٤][٥]

  • بعث الله تعالى الناس من قبورهم وحشرهم جميعاً حفاةً عراةً، وقيامهم في أرض المحشر قياماً طويلاً، واشتداد حالهم وعطشهم، وخوفهم في ذلك خوفاً شديداً؛ لطول مكثهم ويقينهم بعد ذلك بالحساب، وماذا سيكون مصيرهم.
  • يأتي الأنبياء للفصل في الأمر والشفاعة عند الله تعالى، وذلك بعد طول موقف الحشر واشتداده على النّاس.
  • يأتي الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويطلبون منه أن يرجو الله تعالى ويسأله أن يعجّل لهم الحساب، فيخرّ النبي صلى الله عليه وسلم أمام الله تعالى عند عرشه فيحمد الله تعالى ويسأله بتعجيل الحساب على الخلائق، وهذه هي الشفاعة الكبرى لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم.
  • تعرض أعمال كل إنسان أمامه، وتأتي الملائكة بالكتب والصحف التي سجلت فيها أعمال الناس وما فعلوا في دنياهم، فيعرض كل كتاب أمام صاحبه، ويناقش على كل قول قاله، وعلى كل فعل فعله.
  • تتطاير الصحف والكتب التي فيها أعمال الإنسان، فالمؤمن الصالح الذي التزم بأوامر الله تعالى يأخذ كتابه بيمينه، والكافر الفاسق الذي لم يأتي بما أمر الله تعالى بها في دنياه، يأخذ كتابه بشماله.
  • توزن أعمال العباد بعد ذلك في الميزان، لإظهار مقادير أعمال الإنسان خيرها وشرها، ولترجيح بين الحسنات والسيئات، فيكون الجزاء بحسب ذلك.
  • يأتي النبي صلى الله عليه وسلم إلى حوضه بعد ذلك، حيث جعل الله تعالى لكل نبي من الأنبياء حوضاً يشرب منه النبي وأتباعه، فيشرب النبي صلى الله عليه وسلم من حوضه أولاً، ثم يقبل الناس عليه ليشربوا منه، ولا يشرب منه إلا أهل الإيمان الذين اتبعوا الله ورسوله في الدنيا.
  • يمر الناس بعد الحوض بالصراط، وهو جسر منصوب فوق جهنم، ويكون مرور كل شخص حسب عمله، فيجتازه المؤمن ومن غفر له، ولا يجتازه الكافر ويسقط في جهنم.
  • دخول الجنة أو النار، حيث جعل الله تعالى للجنة درجات وجعل للنار دركات، فيدخل الإنسان بعد المرور على الصراط الجنة أو النار بحسب أعماله التي قدمها في دنياه.


المراجع

  1. سورة الرحمن، آية:26
  2. سورة الأنبياء، آية:104
  3. أحمد محمد مخترش (19-8-2013)، "يوم القيامة وما به من أهوال"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 10-8-2021.
  4. مجموعة من المؤلفين، شبكة الفتاوى الإسلامية، صفحة 1474. بتصرّف.
  5. "ترتيب أحداث يوم القيامة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 11/8/2021. بتصرّف.