كم عدد ملائكة النار؟

ورد في القرآن الكريم عدد ملائكة النار في قوله تعالى: (عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ)،[١] أي خزنتها من الملائكة هم تسعة عشر، إلا أن أهل التفسير قد اختلفوا في مقصود العدد المذكور وإلى ماذا يشير، وبناء عليه اختلفوا في عدد ملائكة النار، وفيما يأتي بيان أشهر أقوال العلم في عدد ملائكة النار:[٢][٣]

  • القول الأول: قالوا أن المقصود أن عددهم تسعة عشر ملكاً.
  • القول الثاني: قالوا أن المقصود تسعة عشر صفاً من صفوف الملائكة، دون أن نعلم عدد الملائكة في هذه الصفوف.
  • القول الثالث: قالوا أن المقصود تسعة عشر نقيباً من الملائكة، أي رؤساء ملائكة النار عددهم تسعة عشر.


وتجدر الإشارة إلى أن الله تعالى قد جعل هذا العدد فتنة للكافرين وامتحاناً لهم، حيث إنهم اغترّوا به، واعتقدوا قلته، وظنوا أنهم يمكنهم مواجهة هؤلاء الملائكة والقدرة على التغلب عليهم ومدافعتهم، لأن عددهم قليل، إلا أنه قد غاب عنهم أن واحداً من هؤلاء الملائكة لا يمكن لجميع البشر مواجهته ومقاومته، ولذلك أعقب الله تعالى بعد ذكره الآية التي ذكر فيها هذا العدد مباشرة، قوله سبحانه وتعالى: (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا)،[٤]


التعريف بملائكة النار

ملائكة النار هم خزنة جهنم، والخزنة جمع خازن: وهو الحافظ المؤتمن على الشيء، وخزنة جهنم: هم صنف من الملائكة يقومون بحراسة جهنم وحفظها، ويقفون على أبوابها، ويتولون تعذيب أهلها، وكل ذلك بأمر من الله عزّ وجلّ، وقد دلت كثير من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية التي تثبت وجود خزنة جهنم، منها قوله تعالى: (وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُوا بَلَى وَلَـكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ)،[٥] حيث إن خزنة جهنم يقومون بتوبيخ أهل النار بعد دخولهم فيها، بسبب أفعالهم وأقوالهم التي أوصلتهم إليها، ويلومونهم على ذلك، وكبير خزنة جهنم ورئيسهم هو مالك عليه السلام، وقد ذكر اسمه في القرآن الكريم، حيث إن أهل النار يطلبون من مالك أن يموتوا حتى ينتهي العذاب، ومالك يجيبهم أنهم ماكثون فيها، وعذابهم مستمر، حيث قال تعالى: (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ* لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ).[٦][٧]


وخزنة جهنم هم من أعظم الملائكة خلقاً وأشدهم بطشاً، فقد جعلهم الله على هيئة عظيمة من الخلق، فهم أصحاب قوة وبأس شديد، ويطلق عليهم كذلك اسم الزبانية، لشدة بأسهم وبطشهم، حيث إنهم يقومون بدفع أهل النار إليها، حيث قال تعالى: (سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ)،[٨] وهم لا يخالفون أوامر الله سبحانه وتعالى، ويطيعونه وينفذون ما يأمرهم به، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ).[٩][١٠][٧]



مواضيع أخرى:

عدد الملائكة الذين يحملون جهنم

ما وظائف وصفات الملائكة؟


المراجع

  1. سورة المدثر، آية:30
  2. عمر سليمان الأشقر، الجنة والنار، صفحة 19. بتصرّف.
  3. أبو السعود، إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، صفحة 59. بتصرّف.
  4. سورة المدثر، آية:31
  5. سورة الزمر، آية:71
  6. سورة الزخرف، آية:77-78
  7. ^ أ ب محمد بن إسماعيل المقدم، دروس الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم، صفحة 5. بتصرّف.
  8. سورة العلق، آية:18
  9. ناصر بن علي عائض حسن الشيخ، مباحث العقيدة في سورة الزمر، صفحة 624. بتصرّف.
  10. سورة التحريم، آية:6