الإيمان بالله

الإيمان بالله هو التصديق الجازم بوجود الله تعالى، واتصافه بجميع صفات الكمال والجلال، وأنه سبحانه هو المستحق للعبادة دون سواه، والانقياد التام له، والالتزام بكل ما أمر به من الأوامر والأحكام، واجتناب كل ما نهى عنه، فهو يتضمن الإقرار بربوبيته، ووحدانيه، وأسمائه وصفاته، وإفراده بالعبادة،[١] ويعد الإيمان بالله أعظم أصول الدين، وأهم ركن من أركان الإيمان، فهو الأساس الذي يقوم عليه الدين الإسلامي، والمرتكز الذي تبنى عليه بقية أركان الإيمان، وهو المحور الأساسي في القرآن الكريم، حيث إن أغلب موضوعات القرآن الكريم تتضمن الحديث عن الإيمان بالله تعالى، فقد تحدثت الآيات والسور في القرآن عن ذات الله وأسمائه وصفاته وأفعاله، مثل سورة الإخلاص وآية الكرسي، واشتملت على توحيد الله والدعوة إلى عبادته، وعدم الشرك به، والأمر بطاعته والنهي عن معصيته، وتحدثت عن المؤمنين والكافرين، والثواب والعقاب، وكل ذلك من لوازم الإيمان بالله.[٢]


صفات المؤمنين بالله

هناك مجموعة من الصفات التي يجب على العبد أن يتصف بها حتى يحقق الإيمان بالله تعالى، ويكون من أهل الإيمان، وبيان بعض هذه الصفات كما يأتي:[٣][٤]

  • إقامة الصلاة: وتتحقق إقامة الصلاة بأداء أركانها وواجباتها وسننها وأقوالها وأفعالها وإتمامها على أكمل وجه، والمحافظة على أدائها في وقتها، والخشوع وحضور القلب فيها، فيتدبر الآيات التي يقرؤها، ويتفكر في الأذكار والأدعية التي يقولها، فيؤدي الصلاة بطمأنينة وتأنٍ، فالصلاة من أعظم العبادات التي تربط العبد بربه، قال تعالى في وصفه للمؤمنين: (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ).[٥]
  • الإعراض عن اللغو: ويتحقق بتجنب الباطل من الأقوال والأفعال، فيبتعد عن الفحش والكفر والمعاصي، ويترك ما لا فائدة فيه، أو ما يؤدي إلى إيذاء الغير، فالمومن حقاً يحرص على حفظ لسانه وجوارحه، فهو يعلم الغاية التي خلق من أجلها، وأنه محاسب على كل ما يصدر منه من أقوال وأفعال، قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ).[٦]
  • أداء الزكاة: فالمومن يحرص على أداء ما عليه من حقوق في أمواله، فيخرج زكاة أمواله، وينفق في سبيل الله تعالى، ويقدم المساعدة للفقراء والمساكين، فالزكاة تطهر النفس الإنسانية من البخل والشح، وتنمي الأموال وتزيدها، وتحفظ المجتمع من مشاكل الفقر والجوع، وتؤدي إلى التكافل والتعاون والمساواة، والمؤمن الحق يحرص على ذلك، ويطمع في نيل رضا الله والأجر العظيم، قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ).[٧]
  • حفظ الفرج: وذلك بالابتعاد عن المحرمات كالزنا، وتجنب الطرق والسبل التي توصل إليه، كالنظر والسماع إلى المحرمات، ولهذا أمر الله تعالى المؤمنين والمؤمنات بغض البصر وعدم إبداء الزينة، فقال في كتابه: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ)،[٨] وقال: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ..)،[٩] فالمؤمن عفيف يحرص على طهارة نفسه وفرجه، وهذا يؤدي إلى حفظ المجتمع من انتشار الفواحش، وصيانته، قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ).[١٠]
  • حفظ الأمانة والعهد: فالمؤمن يحفظ الأمانات ويؤدي الحقوق، ويفي بالوعود والعهود ويلتزم بها، حيث إن المؤمن أمين وفيّ بكل أحواله وجميع مجالاته، فيؤدي عباداته ومعاملاته وأعماله بأمانة، قال تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ).[١١]
  • السكينة والوقار: فالمؤمن ذو هيبة ووقار، يمشي بين الناس بسكينة وتواضع، لا يستكبر ولا يتجبر ولا يعلو على الناس، ويعرض عن المفسدين الجاهلين الذين يريدين الفساد ونشر الفتنة في المجتمع.
  • إحياء الليل بالصلاة: فالمؤمن حريص على قيام الليل بالصلاة والطاعات للتقرب من ربه جل وعلا، يتوجه إلى الله تعالى ويقبل عليه بالدعاء والتضرع، يرجو رحمته ويخاف عذابه، يمتلئ قلوبه خشية من الله، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا)،[١٢] وقال أيضاً: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا).[١٣]
  • الاعتدال في الإنفاق: فالمؤمن متوازن في حياته، معتدل في نفقاته، لا يسرف في إنفاقه فينفق فوق الحاجة، ولا يبخل فيقصّر في الإنفاق على نفسه وأهله، قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا).[١٤]
  • عدم الشرك بالله: فالمؤمن يعبد الله وحده دون سواه، ولا يشرك به، ويطيع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويلتزم بأوامر الله وأحكامه، فيمتثل بما أمر ويترك ما نهى عنه.
  • عدم الاعتداء والقتل: فالمؤمن لا يعتدي على الآخرين، ولا يقتل النفس الإنسانية بغير حق، قال تعالى: (وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ).[١٥]
  • عدم شهادة الزور: فالمؤمن يؤدي شهادته بحق، دون تحريف أو تبديل، فلا يكذب ولا يخدع، قال تعالى: (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا).[١٦]
  • الإيمان بالغيب: فالمؤمن يصدق ويومن بالأمور الغيبية، كالبعث والجزاء والحساب، والجنة والنار، وكل ما يتعلق بأركان الإيمان، بوجود الله تعالى، والكتب والرسل واليوم الآخر والقضاء والقدر، قال تعالى واصفاً المؤمنين: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ).[١٧]
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فالمؤمن يحرص على إخوانه ويحبهم، يدعوهم إلى الخير وفعل الطاعات، وينهاهم عن المنكر وفعل المعاصي.


المراجع

  1. عبد الله بن عبد الحميد الأثري، الوجيز في عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة، صفحة 49. بتصرّف.
  2. عمر الأشقر، العقيدة في الله، صفحة 67. بتصرّف.
  3. علي الصلابي، الإيمان بالله، صفحة 218-228. بتصرّف.
  4. سعيد بن وهف القحطاني، نور الهدى وظلمات الضلال في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 214-217. بتصرّف.
  5. سورة المؤمنون، آية:2
  6. سورة المؤمنون، آية:3
  7. سورة المؤمنون، آية:4
  8. سورة النور، آية:30
  9. سورة النور، آية:31
  10. سورة المؤمنون، آية:5
  11. سورة المؤمنون، آية:8
  12. سورة الفرقان، آية:64
  13. سورة السجدة، آية:16
  14. سورة الفرقان، آية:67
  15. سورة الفرقان، آية:68
  16. سورة الفرقان، آية:72
  17. سورة البقرة، آية:3