الإيمان

الإيمان لغةً

الإيمان في اللغة هو: التصديق الجازم.[١]


الإيمان شرعاً

الإيمان شرعاً هو: التصديق والإقرار الجازم بالله وملائكته وكُتبه ورُرسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه، وهي ما تسمّى بأركان الإيمان الثابت ذكرها في الصحيح عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (الإيمَانُ أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ ومَلَائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، وبِلِقَائِهِ، ورُسُلِهِ وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ).[٢][٣]


الإيمان بالله

الإيمان بالله -عزّ وجلّ- يعني التصديق والإقرار بأنّه خالق كلّ شيءٍ ومالكه وربّه، وأنّه مَن يستحقّ العبادة وحده، وأنّه متصفٌ بكلّ صفات الكمال ومنزّهٌ عن كلّ نقصٍ وعيبٍ، أي أنّ الإيمان بالله -تعالى- يتضمّن إفراده وحده وعدم الإشراك به في الأمور سابقة الذِّكر، وفيما يأتي تفصيل وبيان الأمور الثلاثة التي يقوم عليها الإيمان بالله، والتي لا بدّ من تحقيقها جميعاً في القلب:[٤]

  • توحيد الربوبيّة: ويعني الاعتقاد الجازم والإقرار بأنّ الله -تعالى- وحده ربّ كلّ شيءٍ، وأنّه وحده مَن يتصرّف في أمور الكون والمخلوقات ويدبّرها بأمره وحكمته، قال -تعالى-: (قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ ائْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَـذَا أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ).[٥]
  • توحيد الألوهية: الإقرار الجازم في القلب بأنّ الله -تعالى- الإله، ممّا يستلزم عبادته وحده وعدم الإشراك به، وذلك يُلزم المسلم ويُوجب عليه عدّة أمورٍ، هي:
  • الإخلاص في المحبّة لله، وعدم تقديم محبّة أي أمرٍ أو شخصٍ على محبّته، قال -سبحانه-: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ).[٦]
  • دعاء الله وحده، والتوكّل والاعتماد عليه، والرجاء منه فقط، قال -تعالى-: (وَلا تَدعُ مِن دونِ اللَّـهِ ما لا يَنفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظّالِمينَ).[٧]
  • الخوف من الله وحده، إذ قال: (وَإِن يَمسَسكَ اللَّـهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلّا هُوَ).[٨]
  • عبادة الله وحده بكلّ أنواع العبادات الجسدية؛ كالصلاة والسجود والصيام، قال -تعالى-: (فَاسْجُدُوا لِلَّـهِ وَاعْبُدُوا)،[٩] وإفراده بالعبادات القولية أيضاً؛ كالاستغفار والتسبيح والنَّذْر، قال -سبحانه-: (فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَكُن مِنَ السّاجِدينَ*وَاعبُد رَبَّكَ حَتّى يَأتِيَكَ اليَقينُ).[١٠]
  • توحيد الأسماء والصفات: وهو الإقرار والاعتقاد الجازم بأنّ الله -سبحانه- متًّصفٌ بكلّ صفات الكمال ومنزّهٌ عن أي نقصٍ أو عيبٍ، وأنّه لا يُماثل أو يُشابه أحداً من المخلوقات، وذلك بالإقرار بما أثبته الله لنفسه في القرآن الكريم وبما أثبته له النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في السنّة النبوية الصحيحة دون النقص منها أو الزيادة عليه، ودون تحريفٍ أو تبديلٍ في الألفاظ أو المعاني أو تعطيلها كلّها أو بعضها، كما لا يجوز تشبيه صفات الله بصفات المخلوقات، قال -تعالى-: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)،[١١] مع الإشارة إلى عدم القدرة على الإدراك التام والعلم بصفات الله -سبحانه-، إذ قال: (يَعلَمُ ما بَينَ أَيديهِم وَما خَلفَهُم وَلا يُحيطونَ بِهِ عِلمًا).[١٢]


المراجع

  1. "تعريف ومعنى الإيمان في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 19/4/2021. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:50، صحيح.
  3. مجموعة من المؤلفين، أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 7. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 110-113. بتصرّف.
  5. سورة الأحقاف، آية:4
  6. سورة البقرة، آية:165
  7. سورة يونس، آية:106
  8. سورة يونس، آية:107
  9. سورة النجم، آية:62
  10. سورة الحجر، آية:98-99
  11. سورة الشورى، آية:11
  12. سورة طه، آية:110