الشرط لغة هو العلامة، وفي الاصطلاح: هو الأمر الذي يلزم من عدمه العدم، ولا يلزم من وجوده وجود، كالوضوء شرط لصحة الصلاة،[١] وتُعرّف السنة لغة بالطريقة أو النهج،[٢]وفي الاصطلاح: هي ما يطلب الشارع فعله من غير وجه إلزام ووجوب، بحيث يُثاب مَن يفعله ولا يُعاقب مَن يتركه وقد تسمّى السنّة بالمندوب والمستحب،[٣] وقد حثّ الإسلام على أداء العمرة ودعا إلى ذلك، وذلك بالإتيان بها على أكمل وأتم وجه، من أركان وشروط وسنن، حيث قال الله -تعالى-: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّـهِ)،[٤] حيث ذهب الإمام أبو حنيفة ومالك إلى القول بأنّها سنّة، بينما ذهب الإمام الشافعي وأحمد إلى القول بوجوبها.[٥]


شروط العمرة

شروط وجوب العمرة خمسة وهي كما يأتي:[٦]

  • الإسلام: وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى: (إِنَّمَا المُشرِكونَ نَجَسٌ فَلا يَقرَبُوا المَسجِدَ الحَرامَ).[٧]
  • العقل: وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: (رُفِع القلمُ عن ثلاثةٍ)[٨] وذكر منهم (وعن المعتوهِ حتَّى يعقِلَ).[٨]
  • البلوغ: وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: (رُفِع القلمُ عن ثلاثةٍ)[٨] وذكر منهم (وعن الصَّبيِّ حتَّى يشِبَّ).[٨]
  • الحرية: وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال:(وأيّما عبدٍ حجَّ ثم أُعتقَ فعليه حجةٌ أخرى).[٩]
  • الاستطاعة: وقد دلّ على ذلك قول الله -تعالى: (وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا).[١٠]


وقد عمد العلماء إلى تقسيم هذه الشروط إلى ثلاثة أقسام وهي كما يأتي:[١١]

  • شروط وجوب وصحة: وهما شرطا الإسلام والعقل، بحيث لا تصح العمرة من الكافر والمجنون ولا تجب عليهما؛ لكونهما ليسا من أهل العبادة.
  • شروط وجوب وإجزاء: وهما شرطا البلوغ والحرية بحيث تصح العمرة من الصبي والعبد، لكن لا تُجزئهما عن عمرة الإسلام عند من قال بوجوبها في حال بلغ الصبي وأُعتق العبد.
  • شروط وجوب فقط: وهو شرط واحد وهو الاستطاعة، حيث لا تجب العمرة على غير المستطيع، وإن أداها صحّت منه وأجزأته، وتكون الاستطاعة بملك الطعام والشراب وتوفّر وسيلة النقل، وملك المال الكافي للذهاب والإياب، وقدرة بدنه على أدائها، بحيث يكون صحيح البدن سليماً، بالإضافة إلى وجود المحرم بالنسبة للمرأة.


سنن العمرة

تنقسم سنن العمرة إلى قسمين كما يأتي:[١٢]

  • سنن قولية: وتشمل التلبية، والذكر، والدعاء.
  • سنن فعلية: وهناك العديد من السنن الفعلية ومنها:
  • الغسل.
  • وضع الطيب.
  • الرمل: وهو أن يسرع الرجل المشي في الأشواط الثلاثة الأولى من طوافه.
  • الاضطباع: وهو أن يجعل الرجل وسط ثوبه تحت إبطه اليمين، وأطرافِه على كتفه اليسار، وموضعه في الطواف.
  • تقبيل الحجر الأسود.
  • مسح الركن اليماني.
  • الدعاء عند الوقوف على الصفا والمروة.
  • صلاة ركعتين بعد الانتهاء من الطواف.



.وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ في ترك إحدى سنن العمرة القولية أو الفعلية هو تركٌ للأفضل والأكمل، وإن لم يترتب على ذلك إثم أو دم



المراجع

  1. سعيد القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 94. بتصرّف.
  2. "تعريف و معنى السنة في معجم المعاني الجامع"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 5-10-2021. بتصرّف.
  3. أيمن مهدي (14-3-2017)، "تعريف السنة بين المحدثين والأصوليين والفقهاء"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 5-10-2021. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية:196
  5. عبد الله القصير (25-10-2011)، "تعريف العمرة وحكمها"، الأوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 5-10-2021. بتصرّف.
  6. سعيد القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 94-96. بتصرّف.
  7. سورة التوبة، آية:28
  8. ^ أ ب ت ث رواه البخاري، في العلل الكبير، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:226 ، حسن.
  9. رواه البيهقي، في السنن الصغير للبيهقي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:140، روي مرفوعا وموقوفا والموقوف أصح.
  10. سورة آل عمران، آية:97
  11. سعيد القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 103. بتصرّف.
  12. محمد التويجري، موسوعة الفقه الاسلامي، صفحة 240. بتصرّف.