شرح العمرة خطوة بخطوة

إن العمرة من أفضل القربات وأعظم الطاعات التي شرعها الله -تعالى- لعباده، حيث يترتب على فعلها العديد من الأجور والفضائل، ويتقرّب بها المسلم إلى ربه -عزّ وجلّ-، ولا بدّ للمسلم أن يقوم بأداء أربعة أمور، حتى تعتبر عمرته صحيحة وتقبل عند الله -تعالى-، وهي التي تسمى بأركان العمرة، وبيانها كما يلي:[١][٢]


الإحرام من الميقات

إن أول عملٍ يقوم به المسلم لأداء العمرة، هو أن يحرم بالعمرة من أحد المواقيت المكانية التي حددتها الشريعة الإسلامية، وهي:

  • ذو الحليفة.
  • الجحفة.
  • قرن المنازل.
  • ذات عرق.
  • يلملم.

فيسنّ للمعتمر عند وصوله الميقات أن يغتسل ويتنظّف، ويتطيّب، ويقصّ أظافره، ثم يعقد نيته، وهي نية الدخول بنسك العمرة، ويستحب أن يتلفظ بها، كأن يقول: نويت العمرة، وأن تكون نية إحرامه بعد الفراغ من صلاة فريضة، إن كان في وقت فريضة، فإن لم يكن وقت فريضة صلى ركعتين ينوي بهما سنة الوضوء، ويستحب له أن يكرّر التلبية، فيقول: ( لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمَةَ لكَ والمُلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ).[٣][٤]


الطواف بالبيت

وهو ثاني عمل يقوم به المعتمر، فعند وصوله مكة المكرمة، يتوجه نحو البيت الحرام، فيقوم بالطواف حول الكعبة سبعة أشواط، مبتدئاً من الحجر الأسود، بجعل الكعبة على يساره، ويسن له أن يقوم باستلام الحجر وتقبيله إن تيسّر له، وإلا أشار إليه بيده، وفي كل شوط من الأشواط عند مروره بالحجر فعل ذلك وكبّر، كما ويسنّ له أن يقوم باستلام الركن اليماني إن تيسر له، وأن يقول في الموضع الذي بينه وبين الحجر قول الله -تعالى-: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).[٥]


كما ويسنّ للرجل أن يسرع في المشي في الأشواط الثلاثة الأولى، وهو ما يسمى بالرّمل، وأن يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن، وطرفيْه على كتفه الأيسر، ويبقى كتفه الأيمن مكشوفاً في الأشواط السبعة، وهو ما يسمى بالاضطباع، وعندما ينتهي المعتمر من طوافه يسنّ له أن يصلي ركعتين عند مقام سيدنا إبراهيم.


السعي بين الصفا والمروة

وهو ثالث عمل يقوم به المعتمر، حيث يتوجه نحو صخرة الصفا عند الانتهاء من الركعتين، ليقوم بالسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط، فيصعد على الصفا ويقرأ قوله -تعالى-: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)،[٦] ثم يحمد الله ويدعوه بما يشاء، ثم ينزل ويمشي ليصل إلى المروة فيصعد عليها، ويذكر الله ويدعوه بما يشاء، ثم يتوجه إلى الصفا.


ويفعل كما فعل في الشوط الأول في سائر الأشواط، وتنتهي الأشواط عند المروة، ويستحب الإكثار من الذكر والدعاء أثناء السعي، وأن يسرع الرجل في المشي بين الميليْن الأخضريْن.


الحلق أو التقصير

وهو آخر عمل يقوم به المعتمر حتى يتحلّل من إحرامه بالعمرة، فبعد الانتهاء من السعي، يقوم الرجل بحلق شعر رأسه، أو تقصيره، إلا أن الحلق أفضل في حقه؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كرّر الدعاء للذين يحلقون شعرهم في مناسكهم أن يرحمهم الله ثلاث مرات، ودعا للمقصّرين مرة واحدة، جاء في الحديث الصحيح عن أم الحصين -رضي الله عنها-: (أنَّهَا سَمِعَتِ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في حَجَّةِ الوَدَاعِ دَعَا لِلْمُحَلِّقِينَ ثَلَاثًا، وَلِلْمُقَصِّرِينَ مَرَّةً)،[٧] وأما بالنسبة للمرأة فتقوم بتقصير قدراً يسيراً من شعرها، وبذلك يكون المسلم قد أتم فعل العمرة، وتحلّل من إحرامه.


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 317-318. بتصرّف.
  2. ابن عثيمين، المنهج لمريد العمرة والحج، صفحة 18-21. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيحح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1549، صحيح.
  4. سعيد بن وهف القحطاني، منسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 190-195. بتصرّف.
  5. سورة البقرة، آية:201
  6. سورة البقرة، آية:158
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم الحصين الأحمسية، الصفحة أو الرقم:1303، صحيح.