العمرة

العُمرة في اللغة هي: قصد مكانٍ عامرٍ،[١] والعُمرة في الشَّرع هي: التعبّد لله -تعالى- بالطواف حول الكعبة المشرّفة والسعي بين الصفا والمروة والتحلّل بحَلْق شَعْر الرأس أو تقصيره.[٢]


شروط العمرة

شروط العمرة هي: الأمور اللازم تحقّقها للحكم بوجوب وصحّة العُمرة، إذ لا يُحكم عليها بالوجوب أو الصحة إن انعدمت تلك الأمور، وبيان ما يُشترط في العُمرة آتياً:[٣]

  • الإسلام: فلا تصحّ العُمرة إلّا من المسلم، ولا تجب إلّا عليه.
  • العقل: فلا عُمرة على مَن فَقَدَ عقله؛ كالمجنون، فالعبادات لا تصحّ مَن فاقد العقل إلى أن يفيق، استدلالاً بما ورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (رُفِعَ القلَم ُعَن ثلاثةٍ عن النَّائمِ حتَّى يَستيقظَ وعنِ الصَّغيرِ حتَّى يكبُرَ وعنِ المَجنونِ حتَّى يعقِلَ أو يفيقَ).[٤]
  • البلوغ: فالصبي الصغير غير مكلّفٍ بتعاليم الإسلام وغير مخاطبٍ بها استدلالاً بالحديث سابق الذَّكر.
  • الحرية: فلا بدّ أن يكون المُعتمر مسلماً حرّاً.
  • الاستطاعة والقدرة: وتتفرّع الاستطاعة إلى عدّة أمورٍ منها المتعلّق بالرِجال والنساء على حدٍّ سواءٍ ومنها المتعلّق بالنساء وحدهن كما سيتم بيانه آتياً:[٥]
  • شروط الاستطاعة العامة للرِجال والنساء: وتتفرّع إلى عدّة أمورٍ بيانها آتياً:
  • القدرة على توفير الطعام والشراب طيلة فترة الحجّ، بالإضافة إلى النفقة والقدرة على تأمين وركوب وسيلة نقلٍ لمَن يُقيم بعيداً عن مكّة المكرّمة.
  • صحة وسلامة الجسد وقدرته على تحمّل مشاقّ السفر وركوب وسيلة النقل.
  • القدرة على السَّير وأمن الطريق؛ أي أن يكون الطريق إلى مكّة المكرّمة آمناً فتُقطع مسافة السفر دون خوفٍ على مالٍ أو نفسٍ أو ولدٍ.
  • شروط الاستطاعة الخاصة بالمرأة: يُضاف إلى الشروط السابق بيانها شرطَين لا بدّ من توفّرها للمرأة، وهما:
  • وجود الزوج أو المُحرم؛ أي وجود رجلٍ أمينٍ بالغٍ عاقلٍ يحرّم عليه الزواج من المرأة تأبيداً بسبب القرابة أو المصاهرة أو الرضاعة؛ كالابن والأب والأخ.
  • عدم العدّة؛ أي ألّا تكون المرأة التي تريد أداء العُمرة في فترة العدّة من طلاقٍ أو وفاةٍ.


حكم العمرة

أجمع واتّفق العلماء على مشروعيّة العمرة إلّا أنّهم اختلفوا في حكمها التفصيلي وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[٦]

  • الحنفية والمالكية وابن تيمية: قالوا إنّ العمرة سنةٌ وليست واجبةً على المسلم، وقد استدلّوا بأنّ الله -تعالى- ذكر الحجّ دون العمرة في قوله: (وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)،[٧] واستدلّوا أيضاً بعدم ورود أي دليلٍ يدلّ على وجوب العُمرة.
  • الشافعية والحنابلة: قالوا إنّ العُمرة واجبةٌ مرّةً واحدةً في العُمر كالحجّ، استدلالاً بقول الله -تعالى-: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّـهِ)،[٨] فقد أمر الله -تعالى- بأداء العُمرة والأمر يدلّ على الوجوب، واستدلالاً بما ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (يا رسولَ اللَّهِ على النِّساءِ جِهادٌ؟ قالَ: نعَم، عليهنَّ جِهادٌ، لا قتالَ فيهِ: الحجُّ والعُمرَةُ).[٩]


المراجع

  1. "تعريف ومعنى عمرة في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 21/4/2021. بتصرّف.
  2. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 222. بتصرّف.
  3. سعيد بن وهف القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 96-94. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أم المؤمنين عائشة، الصفحة أو الرقم:1673، صحيح.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 37-35. بتصرّف.
  6. عَبد الله بن محمد الطيّار، عبد الله بن محمّد المطلق، محمَّد بن إبراهيم الموسَى، الفِقهُ الميَسَّر، صفحة 13-14. بتصرّف.
  7. سورة آل عمران، آية:97
  8. سورة البقرة، آية:196
  9. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2362، صحيح.