حلاوة الإيمان

حلاوة الإيمان هو الاستلذاذ والشعور بالسعادة بفعل الطاعات، وتحمل المشاق والتعب في سبيل إرضاء الله عز وجل، وإرضاء النبي صلى الله عليه وسلم، وتفضيل ذلك على الدنيا ومتاعها، والإعراض عن ملذاتها وشهواتها، ولذة الإيمان وحلاوته لذة روحية قلبية، يجعلها الله في قلوب عباده الصالحين، فهي غذاء القلب والروح معاً، وتتحقق هذه الحلاوة بدوام المحافظة على الفرائض والعبادات، والإكثار من النوافل والطاعات.[١]


شروط تذوق حلاوة الإيمان

بين النبي صلى الله عليه وسلم الشروط التي إذا توفرت عند المسلم يمكنه الحصول على حلاوة الإيمان وتذوقه، فقد جاء في الحديث الشريف من صحيح البخاري الذي يرويه الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ: أنْ يَكونَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ)، وتفصيل هذه الشروط كما يأتي:

  • تقديم محبة الله ورسوله على ما سواهما: فمحبة الله ورسوله لا تعلوها أي محبة، فالعبد يحب الله ورسوله أكبر من محبته لجميع الموجودات، ويشمل ذلك نفسه وماله وولده ووالديه وغيرهم، وتتحقق محبة الله تعالى بالتزام أوامره واجتناب نواهيه، والتقرب إليه بفعل النوافل والطاعات، وترك المنكرات، والتعرف إلى أسمائه وصفاته، وآثار فضله ونعمه على عباده، والإكثار من ذكر الله تعالى بالقلب واللسان، ودوام قراءة القرآن الكريم والتدبر في معانيه، وتتحقق محبة النبي صلى الله عليه وسلم بالتعرف على أخلاقه وصفاته، وقراءة سيرته وطاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه، والاقتداء والتشبه به، ونشر سنته، والدفاع عنه ونصرته.[٢][٣]
  • المحبة في الله: فيكون كل ما يحبه العبد من أجل الله تعالى، وكل ما يكره ويبغضه من أجل الله تعالى، فيحب أهل الصلاح والتقوى لأنهم على حال ترضي الله، ويكره أهل الكفر والمعاصي لأنهم على حال تغضب الله، فلا يكون حبه وبغضه لحظ نفسه ومصالحه الدنيوية، وكذلك يتمنى الخير والنفع للمسلمين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)،[٤] فتمتلىء نفس العبد إيماناً ويقيناً، فتأنس روحه ويطمئن قلبه، ويشعر بالمحبة والألفة، وحينئذ يكون قد استكمل إيمانه وذاق حلاوته.[٥][٦]
  • كراهية الجحود بالله: فيكره العبد الجحود بالله، ويكره الكفر وأهله، ويكره أن يعود إلى الكفر إن كان كافراً في البداية ثم أسلم، فلو خيّر بين أن يلقى في النار، وبين أن يجحد بالله ويشرك به، لاختار أن يلقى في النار، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وأن تُوقدَ نارٌ عظيمةٌ فيقع فيها أحبُّ إليه من أن يشركَ باللهِ شيئًا)،[٧] فإن كان إيمان العبد كذلك أذاقه الله حلاوة الإيمان، ومن ذاق حلاوة الإيمان يستحيل أن يدخل نار جهنم يوم القيامة.[٨]



مواضيع أخرى:

كمال الإيمان

تثبيت القلب على الإيمان


المراجع

  1. "حلاوة الإيمان وطعمه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 23/6/2021. بتصرّف.
  2. محمد نصر الدين محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 349. بتصرّف.
  3. "حلاوة الإيمان"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 23/6/2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:13، صحيح.
  5. ابن باز، فتاوى نور على الدرب، صفحة 209. بتصرّف.
  6. "حلاوة الإيمان"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/6/2021. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5002، صحيح.
  8. أحمد حطيبة، شرح الترغيب والترهيب للمنذري، صفحة 3. بتصرّف.