الإيمان

الإيمان في اللغة هو التصديق والإقرار، وفي الاصطلاح الشرعي: فهو تصديق بالقلب، ونطق باللسان، وعمل بالجوارح، وإن إيمان العبد لا يتحقق إلا بتصديق وإقرار جميع أركانه، فقد جاء في صحيح مسلم عن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عندما سئل عن الإيمان: (فأخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ)،[١] والإيمان يزيد بفعل الطاعات، وينقص بفعل المعاصي.[٢][٣]


تثبيت القلب على الإيمان

هناك العديد من العوامل والأسباب التي تعين وتساعد على تثبيت القلب على الإيمان وتقويته، وتفصيل بعض منها كما يأتي:[٤][٥][٦]

  • التعرف على الله تبارك وتعالى، من خلال معرفة أسمائه وصفاته، وفهم معانيها، والتفكر في مدلولاتها وآثارها، مما يؤدي إلى زيادة الخشية من الله تعالى، والاعتقاد بأن مطلق الجلال والعظمة له وحده سبحانه، فيكون له أثر في ثبات القلب على الإيمان وتقويته.
  • الحرص على طلب العلم الشرعي، فتحصيل العلم الشرعي وسيلة للتقرب إلى الله تعالى والخشية منه، قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)،[٧] فالعبد الذي يتعلم أمور دينه، وأحكام وتعاليم الشريعة الإسلامية، ويعلم تفاصيلها، ويعمل بها لا يكون إيمانه كالذي لا يعلم من أمور دينه إلا القليل، قال تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ).[٨]
  • التفكر في الكون، فالتأمل بآيات الله الكونية ومخلوقاته يساعد على تقوية الإيمان في القلب وتثبيته، فهو يشعر بعظمة الخالق وهيبته، فيزداد يقين العبد بأن الله وحده الذي يستحق العبادة دون سواه، وأنه الملجأ الوحيد له.
  • الحرص على قراءة القرآن الكريم وتدبره، فإن قراءة القرآن بتدبر وخشوع سبب في زيادة الإيمان، فقراءته تؤدي إلى رقة القلب وتثبت الإيمان به، ومحبة الله، وقربه منه، فهو نور يهتدي به العبد إلى الإيمان، قال تعالى واصفاً كتابه: (قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ* يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).[٩]
  • الحرص على الإكثار من ذكر الله تعالى، فذكر الله تعالى يقوي العلاقة بين العبد وربه، ففي ذكر الله حياة للقلوب، فيكون له الأثر الكبير في تثبيت القلب على الإيمان وتقويته.
  • الحرص على دوام الطاعات، والإكثار من النوافل، فكل ذلك يؤدي إلى قرب العبد من ربه، ومحبة الله له، فيزيد الإيمان في القلب.
  • الحرص على ترك المنكرات والمعاصي، والإعراض عن ملذات الدنيا وشهواتها، فهذا كله يؤدي إلى نقصان الإيمان، فلا بد للعبد أن يبتعد عن كل ما يؤدي إلى ذلك، لكسب القرب من الله ونيل محبته، وتوفيق العبد إلى كل ما يرضيه، وهذا بدوره يؤدي إلى ثبات الإيمان في القلب.
  • الحرص على حضور مجالس العلم والذكر، فالالتقاء بالعلماء وحضور مجالسهم يذكّر العبد بالحرص على الطاعات، وينبهه بالابتعاد عن المعاصي، ويعرّفه على صحبة صالحة، تحثه على الخير، مما يثبت إيمان العبد ويزيده.
  • الإكثار من دعاء الله تعالى، وسؤاله الثبات على الدين، والإلحاح في طلب الهداية، وزيادة الإيمان وتثبيته.



مواضيع أخرى:

شروط تذوق حلاوة الإيمان

كمال الإيمان


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.
  2. "حقيقة الإيمان"، إسام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 21/6/2021. بتصرّف.
  3. "ما تعريف الإيمان، وهل يزيد وينقص؟ "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 21/6/2021. بتصرّف.
  4. "من أسباب زيادة الإيمان ونقصانه"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 21/6/2021. بتصرّف.
  5. سليمان بن حمد العودة، شعاع من المحراب، صفحة 172-176. بتصرّف.
  6. سعيد بن وهف القحطاني، عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 207. بتصرّف.
  7. سورة فاطر، آية:28
  8. سورة الزمر، آية:9
  9. سورة المائدة، آية:15-16