الإيمان

يُعرّف الإيمان بأنّه الإقرار والتصديق بالله وملائكته وكُتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه، استدلالاً بما ثبت عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- مبيّناً حقيقة الإيمان: (أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ).[١][٢]


شروط الإيمان

الإيمان هو: اعتقادٌ بالقلب وقولٌ باللسان وعملٌ بالجوارح، أي أنّ الإيمان نيةٌ وقولٌ وعملٌ،[٣] يزيد بالطاعات والعبادات وينقص بالمعاصي، وبناءً على ذلك فلا يتحقّق الإيمان إلّا بعدّة أمورٍ بيانها آتياً:[٤]

  • القول باللسان: أي النطق بالشهادَتَين بقول: (أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أنّ محمداً رسول الله)، وغيرها من الأذكار والتسبيح، بالإضافة إلى قراءة القرآن، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله -تعالى-، وغيرها ممّا ينطق به اللسان من أقوال البرّ والخير، فكلّ ذلك من الأقوال التي يتضمنها الإيمان.
  • التصديق بالقلب: أي التصديق والإقرار بأركان الإيمان في القلب، بالإضافة إلى أنّ أعمال القلوب تدخل في مسمّى الإيمان فلا يصحّ دونها، ومن أعمال القلوب: النية والإخلاص والرغبة والرهبة والمحبة والخشية، وتلك لا تكون إلّا لله -تعالى-.
  • أعمال الجوارح: أي امتثال وأداء أوامر الله -سبحانه- واجتناب ما نهى عنه من الأقوال والأفعال، ومثال ذلك: أداء الصيام والصلاة والحجّ، بالإضافة إلى امتثال أوامر رسوله -عليه الصلاة والسلام- واجتناب نواهيه.


ثمرات الإيمان

تترتّب عدّة ثمراتٍ على الإيمان بيان وتفصيل البعض منها آتياً:[٥]

  • الهداية للحقّ: فالإيمان سببٌ من أعظم أسباب عصمة الإيمان وتثبيته في القلوب والنفوس، قال -تعالى-: (وَإِنَّ اللَّـهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)،[٦] وقال أيضاً: (إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ يَهديهِم رَبُّهُم بِإيمانِهِم)،[٧] فالهداية إلى الحقّ والصراط المستقيم من أعظم وأجلّ الثمرات التي يُجنيها المؤمن بسبب إيمانه.
  • الحياة الطيبة: فقد وعد الله -تعالى- عباده المؤمنين الملتزمين بالأعمال الصالحة بالحياة الطيبة الهانئة، إذ قال: (مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ).[٨]
  • الرزق الطيب: فمَن تحقّق الإيمان في قلبه ونفسه فقد نال التوفيق والتيسير، قال -تعالى-: (وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ)،[٩] وقال الإمام الشوكانيّ -رحمه الله- شارحاً الآية السابقة: (يسّرنا لهم خير السماء والأرض كما يحصل التيسير للأبواب المغلقة بفتح أبوابها، قيل المراد بخير السماء: المطر، وخير الأرض النبات، والأولى حمل ما في الآية على ما هو أعمّ من ذلك).
  • العزّة والعلوّ: فقد وعد الله -تعالى- عباده المؤمنين بالعزّة والعلوّ كما ثبت في عدّة آياتٍ قرآنيةٍ، منها: قوله -تعالى-: (وَلِلَّـهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَـكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ)،[١٠] قال ابن القيّم -رحمه الله-: (العِزَّة والعُلُوُّ إنَّما هما لأهل الإيمان الذي بعث الله به رُسله، وأنزل به كُتبه، وهو عِلمٌ وعملٌ وحالٌ...فله من العِزَّة بحسب ما معه من الإيمان وحقائقه، فإذا فاته حظٌّ من العُلُوِّ والعِزَّة، ففي مُقَابَلة ما فاته من حقائق الإيمان، علماً وعملاً، ظاهراً وباطناً).



مواضيع أخرى:

أوثق عرى الإيمان، ما هي؟

شروط أركان الإيمان


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.
  2. سماحة الدكتور نوح علي سلمان رحمه الله (13/6/2013)، "ثمرات الإيمان"، دار الإفتاء، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2021. بتصرّف.
  3. عبد العزيز الراجحي، أسئلة وأجوبة في الإيمان والكفر، صفحة 7. بتصرّف.
  4. عبد العزيز الراجحي، شرح عقيدة السلف وأصحاب الحديث، صفحة 8. بتصرّف.
  5. "ثمرات الإيمان بالله في الحياة الدنيا"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2021. بتصرّف.
  6. سورة الحج، آية:54
  7. سورة يونس، آية:9
  8. سورة النحل، آية:97
  9. سورة الأعراف، آية:96
  10. سورة المنافقون، آية:8