شعب الإيمان

الإيمان في اللغة هو مطلق التصديق، وفي الاصطلاح الشرعي هو التصديق الجازم والإقرار بجميع أركان الإيمان الستة، بالله، والملائكة، والرسل، والكتب، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره،[١] ولفظ شعب في اللغة هي أجزاء الشيء الذي يتكون منه،[٢] وشعب الإيمان: هي أجزاء الإيمان التي يتكون منها، فالإيمان كالشجرة الطيبة التي تخرج ثمارها كل حين، وكذلك الإيمان فهو كالشجرة له شعب وخصال عديدة، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأن عدد شعب الإيمان هو بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة، حيث قال: (الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ).[٣][٤]


شرح شعب الإيمان

الإيمان ذو شعب وخصال متعددة، ويشتمل على أعمال متنوعة، وتتفرع إلى أعمال القلوب، وأعمال اللسان، وأعمال البدن والجوارح، فيدخل في أعمال القلوب الاعتقادات والنيات، كالإيمان بالله وتوحيده والإيمان بصفاته وأسمائه، والإيمان بجميع أركان الإيمان، والإخلاص، والمحبة، والرضا، والبغض، والتوكل، وغيرها من أعمال القلوب، وأعمال اللسان كالتلفظ بالشهادتين، وقراءة القرآن، والدعاء، والذكر، واجتناب الأقوال السيئة ولغو الكلام، وغيرها، وأعمال البدن كالصلاة، والصيام، والطهارة، والحج والعمرة،[٥] وفيما يأتي بيان شعب الإيمان التي قد تم ذكرها في الحديث:


التوحيد

شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله هي أصل الدين وأساسه التي تعتمد عليه جميع عبادات العب وطاعاته من أقوال وأفعال، وقد بين الحديث الشريف الذي ذكر سابقاً أن شهادة التوحيد هي أعلى شعب الإيمان وأفضلها، ويشترط لتحقيقها الإخلاص في قولها، بحيث يقولها مخلصاً نيته لوجه الله عزّ وجلّ، موقناً بقلبه صادقاً بها، والعمل بما تتضمنه من أوامر ونواهي، وكلمة التوحيد تشمل على نفي جميع الآلهة الباطلة التي تُعبد من غير الله تعالى، وإثبات استحقاق العبادة لله وحده دون سواه، وأنه الإله الحق، فهي كلمة الفصل بين أهل الكفر وأهل الإيمان، وأصحاب الجنة وأصحاب النار.[٦]


إماطة الأذى عن الطريق

جعلت الشريعة الإسلامية القيام بالأعمال اليسيرة التي لا يثقل فعلها على الإنسان وفيها نفع للآخرين من شعب الإيمان، حيث إن إماطة الأذى عن الطريق وإزالة كل ما يؤذي الناس وإبعادها عن طريقهم من الأعمال المجتمعية التعاونية، التي رغبت الشريعة بها، وهو من الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه عزّ وجلّ، وسبب لدخول النية ونيل المغفرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ علَى الطَّرِيقِ، فأخَّرَهُ فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له)،[٧] ويدخل في إماطة الأذى عن الطريق رفع حجر عن الطريق، أو تنظيف مكان، أو إغلاق حفرة تؤذي المارة، وغير ذلك.[٨]


الحياء

جعل النبي صلى الله عليه وسلم الحياء من شعب الإيمان، وهو خلق عظيم، ومن الصفات الحسنة المحمودة التي يتصف بها المؤمن، يمنع النفس الإنسانية من فعل رذائل الأعمال ومنكراته، وتحث العبد على تركها، وتدفعه إلى فعل الأعمال الحسنة والمحمودة، وكل ما فيه خير من قول وعمل، ولا يدخل في الحياء الخجل والضعف، الذي يمنع صاحبه من طلب العلم، والسؤال فيما يهمه من أمور دينه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهذه صفة مذمومة.[٩]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 109. بتصرّف.
  2. "تعريف و معنى شعبة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 12/7/2021. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:35، صحيح.
  4. سعيد حوى، الأساس في السنة وفقهها العبادات في الإسلام، صفحة 187. بتصرّف.
  5. "شعب الإ يمان"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 12/7/2021. بتصرّف.
  6. "شرح حديث شعب الإيمان"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 12/7/2021. بتصرّف.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1914، صحيح.
  8. "إحياء - (109) سُنَّة إماطة الأذى عن الطريق "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 12/7/2021. بتصرّف.
  9. عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داوود، صفحة 31. بتصرّف.