حديث الحياء شعبة من الإيمان

جاء في صحيح الإمام مسلم من حديث الصحابي الجليل أبي هريرة رضي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ).[١]


شرح حديث الحياء شعبة من الإيمان

ففي هذا الحديث بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الإيمان يتكون من شعب وخصال متنوعة، وأن خلق الحياء يعد شعبة من شعب الإيمان، والحياء من أعمال القلوب، فهو خصلة حميدة تبعث النفس وتحثها على فعل الخير واجتناب القبيح، وقد اختصّ النبي صلى الله عليه وسلم الحياء بالذكر دون سائر الشعب لأهميته البالغة في حياة المسلم وضروة التحلي به، فإن المتصف بخلق الحياء، يقف عند حدود الله وأوامره، يفعل كل ما يرضي الله تعالى ويترك كل ما يغضبه، فيأتي بالطاعات ويجتنب المعاصي والمحرمات، والحياء له مكانة عظيمة في الدين الإسلامي فهو شعار الإسلام ورأس مكارم الأخلاق ودليل الخير، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ لِكُلِّ دينٍ خُلُقًا، وخُلُقُ الإسلامِ الحياءُ)،[٢] وقال أيضاً: (الحَياءُ كُلُّهُ خَيْرٌ)،[٣] وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياءً، حيث جاء عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أشَدَّ حَيَاءً مِنَ العَذْرَاءِ في خِدْرِهَا، فَإِذَا رَأَى شيئًا يَكْرَهُهُ عَرَفْنَاهُ في وجْهِهِ)،[٤] ولا يدخل في خلق الحياء الممدوح في الشريعة الإسلامية الخجل والضعف الذي يمنع صاحبه من السؤال في الدين وطلب العلم، أو يجعل صاحبه ساكتاً عن الحق.[٥][٦][٧]


أنواع الحياء

الحياء عدة أنواع، وهي كم يأتي:[٨][٩]

  • الحياء من الله تعالى: فإن المؤمن الحق يعلم أن الله تعالى مطلع عليه يعلم ويرى ما يفعله وما يقوم من الأقوال والأفعال، فيستحي من الله تعالى أن يراه وهو يرتكب معصية أو يراه وهو يقصر في أداء فريضة، فهذا مما يدفعه إلى امتثال ما أمره الله به على أتم وجه، واجتناب ما نهى عنه.
  • الحياء من الناس: حيث إن خلق الحياء يضبط أفعال الإنسان وأقواله، من كل ما يعيبه أمام الناس، وتحثه على فعل الخير للناس واجتناب ما يؤدي إلى إساءة الظن به، وعدم المجاهرة بالمنكرات وكل ما هو قبيح في نظرهم، ويكف الأذى عنهم، فلا يقول أو يفعل السوء في حقهم، ومن الحياء من الناس ستر العورات أمامهم، ومعرفة منازل الناس وأقدارهم، فالابن يوقر أباه، والتلميذ يحترم معلمه، ونحو ذلك.
  • الحياء من الملائكة: فالملائكة ترافق الإنسان أينما كان، وتتأذى من عصيان الله تعالى، فلا بد للمؤمن أن يستحي من فعل المعاصي والرذائل أمام الملائكة خشية إيذائها.
  • الحياء من النفس: فالمؤمن الذي يتصف بالعفة والطهارة، يستحي من نفسه بأن يفعل المنكرات والمعاصي إن كان خالياً لا يراه أحد.



مواضيع أخرى:

أعلى شعب الإيمان

شرح حديث الإيمان بضع وسبعون شعبة


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:35، صحيح.
  2. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3389، حسن.
  3. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن عمران بن الحصين ، الصفحة أو الرقم:37، صحيح.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:6102، صحيح.
  5. محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة فقه القلوب، صفحة 1346. بتصرّف.
  6. أبو إسحاق الحويني، شرح صحيح البخاري للحويني، صفحة 3. بتصرّف.
  7. عبد المحسن العباد، شرح سنن أبي داوود، صفحة 31. بتصرّف.
  8. "الحياء..خلق الإسلام"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 11/7/2021. بتصرّف.
  9. "الحياء شعبة من الإيمان"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 9/8/2021. بتصرّف.