تعريف الإيمان بالقضاء والقدر

القضاء والقدر لفظان بمعنى واحد، ويطلق كل منهما على الآخر، أما إذا اجتمعا معاً فلكل منهما معنى خاص به،[١] ومعنى القضاء والقدر هو:[٢]

  • القدر: هو علم الله تعالى بكل شيء سيقع، وكتابته في اللوح المحفوظ.
  • القضاء: هو إيجاد الأشياء بعلمه ومشيئته.
  • الإيمان بالقضاء والقدر: أصله الإيمان بأسماء وصفات الله تعالى، وهي صفة العِلم (القَدَر)، والقُدرة (القضاء)، وأمّا تعريف الإيمان بالقضاء والقدَر فهو: التصديق بأن كل الأمور الواقعة من خير أو شر هي بقضاء الله وقدره وعلمه، إذ قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ[٣] وهو من أركان الإيمان، ودليله: (فأخْبِرْنِي عَنِ الإيمانِ، قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ).[٤][٥]


مراتب الإيمان بالقضاء والقدر

مراتب الإيمان بالقدر أربع مراتب، وهي:[٦]

  • العلم: إنّ الله تعالى يعلم كل شيء، حتى الأمور التي لم تحدث بعد، فعَلِم الخَلق قبل خلقهم، ورِزقهم وأفعالهم قبل حدوثها، ومن هو في الجنة، ومن هو في النار، استدلالاً بقوله تعالى: (وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا).[٧]
  • الكتابة: الإيمان بأن الله تعالى كتب كل شيء في اللوح المحفوظ، كتب المخلوقات وآجالها وأرزاقها، استدلالاً بقوله تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا).[٨]
  • المشيئة: الإيمان بأن كل شيء يحدث، إنما هو بإرادة الله ومشيئته، استدلالاً بقوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ).[٩]
  • الخَلق: الإيمان بأن الله تعالى هو خالق كل شيء، لا خالق غيره، استدلالاً بقوله تعالى: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا).[١٠]


وقت كتابة الأقدار

بعد أن خلق الله تعالى القلم، أمره بكتابة المقادير جميعها، وبعدها رفع القلم، وجفت الصحف إلى يوم القيامة، ودليله قول الرسول صلى الله عليه وسلّم: (كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ)[١١]، وقوله: (إنَّ أولَ ما خلق اللهُ القلمُ، فقال لهُ : اكتبْ، قال : ربِّ وماذا أكتبُ ؟ قال : اكتُبْ مقاديرَ كلِّ شيءٍ حتى تقومَ الساعةُ).[١٢][١٣]


آثار الإيمان بالقدر

من أنكر القدر الذي هو من أركان الإيمان فهو كافر، ومن آثار الإيمان بالقدر ما يلي:[١٤][١٥]

  • سبب للعمل والسعي، والهمّة العالية، والإرادة القوية.
  • سبب لاعتراف الإنسان بحاجته إلى ربه، فيعرف قدره ولا يتكبر.
  • سبب لمنع الإنسان من الغرور إذا ما حصل له الخير، ويمنع الإنسان من الحزن إذا ما حصل له الشرّ.
  • سبب لنقاء القلب من الحقد والحسد، والبعد عن السخط والاعتراض.
  • سبب لإمداد القلب بالشجاعة، واليقين بأن الأمور كلها بيد الله.
  • سبب للتوكل على الله تعالى، والاستعانة به، وحب الإحسان للآخرين.
  • سبب للشجاعة، وقول كلمة الحق، دون الخوف من ملامة الناس.
  • سبب لنيل السعادة في الدنيا، وتحقيق الطمأنينة والسكينة في النفس.



مواضيع أخرى:

كيف أرضى بقضاء الله وقدره؟

هل الدعاء يرد القضاء والقدر؟


المراجع

  1. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 400. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 162. بتصرّف.
  3. سورة القمر، آية:49
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:8.
  5. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف، التوحيد للناشئة والمبتدئين المؤلف: عبد العزيز بن محمد بن علي آل عبد اللطيف، صفحة 100-101. بتصرّف.
  6. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف، التوحيد للناشئة والمبتدئين، صفحة 101-103. بتصرّف.
  7. سورة الطلاق، آية:12
  8. سورة الحديد، آية:22
  9. سورة الإنسان، آية:30
  10. سورة الفرقان، آية:2
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:2653 .
  12. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبادة بن الصامت ، الصفحة أو الرقم:4700.
  13. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 400-401. بتصرّف.
  14. عبد العزيز بن محمد بن علي آل عبد اللطيف، التوحيد للناشئة والمبتدئين، صفحة 106-110. بتصرّف.
  15. مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 164. بتصرّف.