العمل في الإسلام
اعتنى الإسلام بالعمل وحثّ عليه، وأعلى من شأنه، فجعل الله تعالى العمل عبادة يتقرّب به العبد إليه، ورتب علية الأجر والثواب، بل وأمر عباده المؤمنين بالمواظبة على العمل، والسعي لطلب الرزق وكسبه، وعدم التكاسل؛ لاعتماد الإنسان على نفسه، والاستغناء عن الناس، وقد سلك جميع الأنبياء والرسل هذا المسلك، فقد كانوا يعملون، ويكسبون رزقهم بأيديهم، إضافة إلى الدعوة إلى الله تعالى، فقد أمرهم بالعمل والكسب الحلال كما أمر عباده المؤمنين، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)،[١] كل ذلك يدل على أهمية العمل، ومكانته في الإسلام.[٢]
مهن الأنبياء والرسل
ثبت في القرآن الكريم والسنة النبوية أن جميع الأنبياء والرسل قد عملوا بعدّة مهن وحِرَف، للسعي وطلب الرزق، كرعي الغنم، والتجارة، والزراعة، وغيرها، بجانب الدعوة إلى الله وتبليغ رسالته، وفيما يأتي ذكر المهن، ومن عمل بها من الأنبياء:[٣][٤][٥]
- رعي الغنم: أغلب الأنبياء قد عملوا برعي الغنم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إلَّا رَعَى الغَنَمَ)،[٦] ومن الأنبياء الذين ذكروا في القرآن والسنة أنهم رعوا الغنم، ما يأتي:
- موسى عليه السلام: وقد ذكر في القرآن أنه عمل في رعي الغنم لعدة سنوات مقابل الزواج بابنة العبد الصالح، قال تعالى: (وَما تِلكَ بِيَمينِكَ يا موسى* قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمي).[٧]
- محمد صلى الله عليه وسلم: فقد عمل النبي صلى الله عليه وسلم في رعي الغنم منذ صغره، مع عمه أبي طالب.
- شعيب عليه السلام: فقد ورد في السنة النبوية أنه كان راعياً.
- التجارة: من الأنبياء الذين ذكر أنهم عملوا بالتجارة اثنين، وهما:
- موسى عليه السلام: فقد كان يعمل بالتجارة إضافة إلى رعي الغنم.[٨]
- محمد صلى الله عليه وسلم: عمل النبي صلى الله عليه وسلم بعد رعي الغنم بالتجارة مع عمه أبي طالب، ثم عمل مع خديجة بنت خويلد رضي الله عنه.
- صالح عليه السلام: ذكر أنه كان يعمل بالتجارة.
- المهن الصناعية والحرفية: هناك الكثير من الأنبياء والرسل من عمل بالمهن الحرفية، وهم كما يأتي:
- آدم عليه السلام: كان يعمل بالزراعة والحراثة، وكان يقوم بصناعة آلات ومعدات الزراعة، وروي أيضاً أنه كان يعمل بالحياكة.[٩]
- نوح عليه السلام: كان يعمل بالنجارة، فقد قام بصنع السفينة، قال تعالى: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا).[١٠]
- زكريا عليه السلام: كان يعمل بالنجارة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كانَ زَكَرِيَّاءُ نَجَّارًا).[١١]
- إبراهيم عليه السلام: كان يعمل بالزراعة، وكان بناءً، فقد قام ببناء الكعبة مع ابنه اسماعيل عليه السلام، قال تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).[١٢]
- لوط عليه السلام: كان يعمل بالزراعة.
- إدريس عليه السلام: كان يعمل بالخياطة.
- إلياس عليه السلام: كان يعمل بنسج الثياب وحياكتها.
- سليمان عليه السلام: كان يعمل بالصناعة، فهو أول من صنع الصابون.[١٣]
- داوود عليه السلام: كان يعمل بالحدادة، فقد كان يصنع الدروع.
- عيسى عليه السلام: كان يعمل بالطب، قال تعالى: (وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّـهِ).[١٤]
- الملك والحكم في الدولة: هناك بعض الأنبياء والرسل من اشتغل في أمور الدولة، فكانوا حكاماً وملوكاً فيها، وبيانهم كما يأتي:
- داوود عليه السلام: فقد كان حاكماً وخليفة في الأرض،[١٥] قال تعالى: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ).[١٦]
- سليمان عليه السلام: ورث منصب الحكم بعد أبيه، فقد أعطاه الله تعالى ملكاً عظيماً[١٧] قال تعالى: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ).[١٨]
- يوسف عليه السلام: كان وزيراً في مصر، فقد كان مسؤولاً عن خزائن الدولة، وأموالها،[١٩] فقد قال تعالى على لسان يوسف عليه السلام: (قالَ اجعَلني عَلى خَزائِنِ الأَرضِ إِنّي حَفيظٌ عَليمٌ).[٢٠]
مواضيع أخرى:
المراجع
- ↑ سورة المؤمنون، آية:51
- ↑ "العمل والكسب في الإسلامِ "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 8/6/2021. بتصرّف.
- ↑ "الأنبياء والرسل أصحاب حرفة ومهنة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 8/6/2021. بتصرّف.
- ↑ عمر سليمان الأشقر، الرسل والرسالات، صفحة 76-77. بتصرّف.
- ↑ نجم الدين المقدسي، مختصر منهاج القاصدين، صفحة 82. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2262، صحيح.
- ↑ سورة طه، آية:17-18
- ↑ حسين بن محمد المهدي، صيد الأفكار في الأدب والأخلاق والحكم والأمثال، صفحة 190. بتصرّف.
- ↑ الأماسي، روض الأخيار المنتخب من ربيع الأبرار، صفحة 120. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية:37-38
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2379.
- ↑ سورة البقرة، آية:127
- ↑ أحمد القلقشندي، صبح الأعشى في صناعة الإنشاء، صفحة 486. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:49
- ↑ محمد أبو زهرة، زهرة التفاسير، صفحة 4404. بتصرّف.
- ↑ سورة ص، آية:26
- ↑ محمد أبو زهرة، المعجزة الكبرى القرآن، صفحة 290. بتصرّف.
- ↑ سورة النمل، آية:16
- ↑ خالد الجريسي، إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري، صفحة 78. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:55