الإيمان بالكتب السماوية

الإيمان بالكتب السماوية يعني: التصديق الجازم بأنّ الله -تعالى- أنزل كُتباً على أنبيائه ورُسله لهداية العباد وإرشادهم إلى توحيد الله -سبحانه-، فالكُتب كلام الله حقيقةً، فما تضمنته حقٌّ لا شكّ أو ريب فيه، وقد ذُكر البعض منها في القرآن الكريم، ولم يُذكر غيرها ولم يثبت عددها.[١]


ما ترتيب الكتب السماوية؟

لم يثبت عدد الكتب السماوية التي أنزلها الله -تعالى- على الأنبياء والرسل بنصٍّ صحيحٍ من القرآن الكريم أو السنة النبوية، وقد ثبتت منها خمس كُتبٍ وهي على الترتيب:[٢]

  • الصُحف التي أُنزلت على إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-، قال -تعالى-: (إِنَّ هَـذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى*صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى).[٣]
  • الزَّبور المُنزل على داود -عليه السلام-، قال -تعالى-: (وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا).[٤]
  • التوراة والصُحف المُنزلة على موسى -عليه السلام-، قال -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّـهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ)،[٥] وقال أيضاً: (إِنَّ هَـذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى*صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى).[٣]
  • الإنجيل المُنزل على عيسى -عليه السلام-، قال -تعالى-: (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِين).[٦]
  • القرآن المُنزل على محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، قال -تعالى-: (وَنَزَّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبيانًا لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً وَبُشرى لِلمُسلِمينَ).[٧]


حكم الإيمان بالكتب السماوية

يجب الإيمان بالكتب السماوية ويتضمّن ذلك:[٨][٩]

  • الإيمان بأنّها منزلةٌ من عند الله -تعالى-.
  • الإيمان بما ورد فيها من أخبارٍ وأحوالٍ؛ بالإيمان بأخبار القرآن الكريم كلّها، والإيمان بما لم يُبدلّ أو يُحرّف من الكتب الأخرى، إذ إنّ الكتب الأخرى دخلها التحريف والتبديل استدلالاً بقوله -تعالى-: (مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَـٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّـهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا).[١٠]
  • العمل بما نصّ عليه القرآن الكريم من أحكام وشرائع مع الرضا والتسليم والانقياد والخضوع لها.
  • الإيمان إجمالاً بالكُتب التي لم تُذكر ولم تُحدّد بعددٍ، قال -تعالى-: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ).[١١]
  • الإيمان بأنّ القرآن الكريم خاتم الكتب السماوية وأنّه نسخ ما قبله من الكتب المُنزلة على الأنبياء والرسل، قال -تعالى-: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ).[١٢]


المراجع

  1. محمد بن إبراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 71. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1121. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سورة الأعلى، آية:18-19
  4. سورة الإسراء، آية:55
  5. سورة المائدة، آية:44
  6. سورة المائدة، آية:46
  7. سورة النحل، آية:89
  8. محمد بن إبراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 71. بتصرّف.
  9. الدكتور مثنى الزيدي (30/11/2010)، "الإيمان بالكتب السماوية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 22/4/2021. بتصرّف.
  10. سورة النساء، آية:46
  11. سورة البقرة، آية:213
  12. سورة المائدة، آية:48