الإيمان بالكتب السماوية
الإيمان بالكتب السماوية هو الإقرار، والتصديق الجازم، بأن جميع الكتب السماوية هي كلام الله تعالى ووحيه، أنزلها الله تعالى على رسله لهداية الناس، ودعوتهم إلى عبادة الله وتوحيده.[١]
لماذا أنزل الله تعالى الكتب السماوية؟
أيد الله تعالى رسله وأنبياءه بإنزال الكتب السماوية، وذلك لأسبابٍ عديدة، ومن هذه الأسباب ما ياتي:[٢][٣]
- إقامة الحجة والبرهان على الناس: أنزل الله تعالى الكتب السماوية لإقامة الحجة على الناس يوم القيامة، فلا سبب لكفرهم، وعصيانهم، وجحودهم، ففي الكتب السماوية الآيات الواضحة التي تدعو إلى عبادة الله وتوحيده، وعدم الكفر به.
- تأييد الرسل في دعواهم: أنزل الله تعالى الكتب السماوية لإظهار صدق رسله وأنبيائه في دعوتهم، وبيان صحة رسالاتهم، ففيها الأدلة والمعجزات الدالة على صدقهم.
- الحُكم والفصل بين الناس: فالكتب السماوية جاءت بالتشريعات والأحكام لإقامة العدل بين الناس، ومعالجة ما يحصل بين الناس من خلافات.
- هداية الناس وإرشادهم: أنزل الله تعالى الكتب السماوية لهداية الناس، وتوفيقهم إلى كل خير، وإرشادهم إلى الطريق الصحيح، وتحقيق ما ينفعهم في الحياة الدنيا والآخرة.
حكم الإيمان بالكتب السماوية
يعتبر الإيمان بالكتب السماوية ركناً من أركان الإيمان، وأصلاً من أصول الدين، لا يكتمل إيمان العبد إلا بتحقّقه، فيجب الإيمان والإقرار بجميع الكتب السماوية التي أنزلها الله تعالى، سواء ذكرها الله في القرآن الكريم، أو لم يذكرها، ومن كذّب بها أو أنكر شيئاً منها فهو كافر، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا).[٤][٥]
عدد الكتب السماوية
عدد الكتب السماوية من الأمور التي لا يعلمها إلا الله تعالى، فلم يذكر الله تعالى في كتابه جميع الكتب السماوية التي أنزلها على أنبيائه ورسله، فقال الله تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ)،[٦]والكتب التي ذكرها الله في القرآن الكريم هي خمسة كتب، وهي كالتالي:[٧]
- صحف إبراهيم: وهي الصحف التي أنزلها الله تعالى على النبي إبراهيم عليه السلام.
- التوراة: وهو الكتاب الذي أنزله الله تعالى على النبي موسى عليه السلام.
- الإنجيل: وهو الكتاب الذي أنزله الله تعالى على النبي عيسى عليه السلام.
- الزبور: وهو الكتاب الذي أنزله الله تعالى على النبي داوود عيه السلام.
- القرآن الكريم: وهو الكتاب الذي أنزله الله تعالى على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
آثار الإيمان بالكتب السماوية
يترتّب على الإيمان بالكتب السماوية آثار عديدة، بيان بعض منها، كما يأتي:[٨]
- بيان مكانة الإنبياء، فقد اختصهم الله بإنزال الكتب عليهم.
- التعرّف على رحمة الله تعالى، وإدارك عنايته بخلقه، فقد أنزل على كل قومٍ كتاباً، لهدايتهم، وإرشادهم.
- بيان حكمة الله، ولطفه بخلقه، فقد أنزل لكل قوم كتاباً خاصاً، يناسب أحوالهم.
- تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن معه من المؤمنين، وبيان أن طريقهم هو الحق.
المراجع
- ↑ عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف، التوحيد للناشئة والمبتدئين، صفحة 60. بتصرّف.
- ↑ "الغاية من إنزال الكتب السماوية"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد بن عبد الرحمن الجهني، الإيمان بالكتب، صفحة 10-11. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:136
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة العقدية الدرر السنية، صفحة 332. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:213
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 166-167. بتصرّف.
- ↑ "ثمرات الإيمان بالكتب السماوية"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2/6/2021. بتصرّف.