الكتب السماوية
الكتب السماوية هي الكتب التي تضمنت كلام الله تعالى ووحيه، أنزلها الله تعالى على رسله وأنبيائه، لهداية الناس كافة، وإخراجهم عن طريق الكفر والضلال إلى طريق الإيمان والنور، والإيمان بالكتب السماوية ركن عظيم من أركان الإيمان يجب على العبد الإيمان والإقرار بجميعها، المذكورة منها وغير المذكورة، وتصديق ما جاء فيها من الأخبار الصحيحة، وأن جميعها منزلة من عند الله جل وعلا، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا).[١][٢]
كم عدد الكتب السماوية؟ وعلى من أنزلت؟
يلزم من العبد لتحقيق إيمانه واكتماله الإيمان بجميع الكتب السماوية التي أنزلها الله تعالى على جميع رسله وأنبيائه، إلا أنه لم يرد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية عدد جميع الكتب السماوية المنزلة، ولم يثبت حصرهم بعدد معين، حيث إن هناك الكثير من الكتب السماوية التي لا نعلمها ولا نعلم على من أنزلت من الأنبياء، فقد قال تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ)،[٣] وقال أيضاً: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)،[٤] وقد ذكر القرآن الكريم خمسة من الكتب السماوية وعلى من أنزلت من الأنبياء، وهي كما يأتي:[٥][٦]
- القرآن الكريم: أنزله الله تعالى على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- التوراة: أنزله الله تعالى على النبي موسى عليه الصلاة والسلام.
- الإنجيل: أنزله الله تعالى على النبي عيسى عليه الصلاة والسلام.
- الزبور: أنزله الله تعالى على النبي داوود عليه الصلاة والسلام.
- الصحف: أنزلها الله تعالى على النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
كيفية الإيمان بالكتب السماوية
يتضمن الإيمان بالكتب السماوية مجموعة من الأمور يجب الإقرار والتصديق بها، وهي كما يأتي:[٧]
- الإقرار أن جميع الكتب السماوية مصدرها من عند الله تعالى، وأنها كلامه سبحانه على وجه الحقيقة.
- الإقرار بجميع الكتب السماوية، فالكتب التي أعلمنا الله بها على وجه التفصيل يجب الإيمان بها تفصيلاً، والكتب التي أعلمنا به على وجه الإجمال يجب الإيمان بها إجمالاً.
- الإقرار بأن مقصد جميع الكتب السماوية واحد وهو تحقيق العبودية لله وحده والدعوة إلى توحيده.
- الإقرار بأن كل كتاب من الكتب السماوية كان واجباً على الأمة التي أُنزل فيها، ويلزمها الانقياد بأحكامه وشرائعه، والالتزام بأوامره ونواهيه.
- الإقرار بأن الكتب تنسخ بعضها بعضاً، وأن القرآن الكريم نسخ جميع الكتب السماوية، فهو متضمن كل ما فيها وزيادة.
- الإقرار بأن من أنكر واحداً من الكتب السماوية، أو شيئاً مما جاء فيها بأنه كافر.
- الإقرار بأن جميع الكتب السماوية تصدق بعضها بعضاً من غير تعارض وتناقض.
- الإقرار أن القرآن الكريم هم آخر الكتب السماوية نزولاً فلا كتاب بعده، وأن الله تعالى قد تكفل وعهد على نفسه أن يحفظه من التحريف والتبديل.
- الإقرار بأن جميع الكتب السماوية غير القرآن الكريم قد دخلها التغيير من زيادة ونقص وتحريف، كالتوراة والإنجيل.
المراجع
- ↑ سورة النساء، آية:136
- ↑ عبد العزيز بن محمد بن علي آل عبد اللطيف، التوحيد للناشئة والمبتدئين، صفحة 60. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:213
- ↑ سورة الحديد، آية:25
- ↑ "عدد الكتب التي أنزلها الله تعالى"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 28/7/2021. بتصرّف.
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 71. بتصرّف.
- ↑ "الإيمان بالكتب السماوية التي أنزلها الله"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 28/7/2021. بتصرّف.