عدد الملائكة التي تقبض الروح
بين القرآن الكريم أن الموكل بقبض أرواح الناس هو ملك الموت، قال تعالى: (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)،[١] وصرّح أيضاً أن لملك الموت أعواناً من الملائكة يكونون تحت إمرته يساعدونه في قبض الأرواح، إلا أنه لم يرد نص صريح وواضح في عدد هؤلاء الملائكة التي تقبض الأرواح، قال تعالى: (وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا)،[٢] أي الملائكة التي تنزع أرواح الناس، فمنهم من تنزع روحه بيسر وسهوله وهم المؤمنون ويبشرونهم بالجنة، قال تعالى في حقهم: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ)،[٣] ومنهم من تنزع روحه بعسر وشدة، ويضربون وجوههم وأدبارهم وهم الكفرة، قال تعالى: (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ).[٤][٥][٦]
أعمال الملائكة المتعلقة ببني آدم
وكل الله تعالى ملائكته بوظائف وأعمال متعلقة بالإنسان بدءاً من تكوينه وخلقه في بطن أمه حتى آخر مراحل حياته في الدنيا يوم موته، وفي الآخرة، وفيما يأتي بيان بعض هذه الأعمال:[٧][٨]
- نفخ الروح في الجنين، وكتابة أعماله وأجله ورزقه، وشقاوته وسعادته في المستقبل، وكل ذلك وهو في رحم أمه.
- مراقبة الإنسان وكتابة أعماله وإحصائها، سواء كانت هذه الأعمال خير أو شر، حيث يلازم الإنسان طيلة حياته في الدنيا ملكان يسجلان أعماله وأقواله، ملك عن يمينه يكتب الحسنات، وملك عن شماله يكتب سيئاته، قال تعالى: (إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ* مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).[٩]
- حفظ الإنسان وحراسته، حيث هناك ملائكة تلازم الإنسان لحفظه من كل سوء ومكروه، وحمايته من الوقوع في المصائب، قال تعالى: (وَهُوَ القاهِرُ فَوقَ عِبادِهِ وَيُرسِلُ عَلَيكُم حَفَظَةً).[١٠]
- دعوة الإنسان لفعل الخير وحثه عليها، حيث إن الله تعالى وكل ملكاً لكل إنسان ويسمى القرين، ومهمته هي دعوته وحثه على الخير وفعل الخيرات والطاعات، وتحذيره من الشر، وإبعاده عن المنكرات والمعاصي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ للشَّيطانِ لمَّةً بابنِ آدمَ وللملَك لمَّةً فأمَّا لمَّةُ الشَّيطانِ فإيعادٌ بالشَّرِّ وتَكذيبٌ بالحقِّ وأمَّا لمَّةُ الملَك فإيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ فمن وجدَ ذلِك فليعلم أنَّهُ منَ اللهِ فليحمدِ اللَّهَ ومن وجدَ الأخرى فليتعوَّذ باللَّهِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ).[١١]
- السفارة بين الله وبين عباده، فالله تعالى قد وكل بعض الملائكة بمهمة تبليغ الوحي والرسالة إلى رسله وأنبيائه، فيكون الملك واسطة بين الله عزّ وجل وبين رسوله ونبيه، لإيصال الشريعة وتعليمه أمور الدين، فقد وكل الله تعالى الملك جبريل عليه السلام بتبليغ الرسالة لرسله، قال تعالى: (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّـهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ).[١٢]
- تثبيت المؤمنين في المعارك، ومشاركتهم في قتال المشركين وضربهم، وقد حصل هذا في كثير من الغزوات التي غزاها النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، مثل غزوة بدر حيث أنزل الله عدداً كبيراً من الملائكة لتثبت المؤمنين ونصرتهم.
- قبض أرواح البشر عند الموت، فقد وكل الله تعالى ملك الموت وأعوانه من الملائكة لنزع أرواح الناس، كما تم بيانه سابقاً.
المراجع
- ↑ سورة السجدة، آية:11
- ↑ سورة النازعات، آية:1
- ↑ سورة فصلت، آية:30
- ↑ سورة محمد، آية:27
- ↑ علي الصلابي، الإيمان بالملائكة، صفحة 135-136. بتصرّف.
- ↑ "الذي يقبض الأرواح ملك واحد أم ملائكة ؟."، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 14/7/2021. بتصرّف.
- ↑ عمر الأشقر، عالم الملائكة الأبرار، صفحة 39-50. بتصرّف.
- ↑ علي الصلابي، الإيمان بالملائكة، صفحة 100-124. بتصرّف.
- ↑ سورة ق، آية:17-18
- ↑ سورة الأنعام، آية:61
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2988، صحيح.
- ↑ سورة البقرة، آية:97