عدد أركان الإيمان

كم عدد أركان الإيمان؟

أركان الإيمان ستة؛ وهي:^[١]

• الإيمان بالله.
• الإيمان بالملائكة.
• الإيمان بالكتب.
• الإيمان بالرسل.
• الإيمان باليوم الآخر.
• الإيمان بالقدر خيره وشره.

حيث ورد ذكرها في الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، عندما سأل جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان، فأجابه عليه الصلاة والسلام: (أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ)،^[٢] وتعد هذه الأركان هي أساس الإيمان وقواعده الذي يُبنى عليه، فلا يصح إيمان العبد إلا بها، حيث يجب على العبد المسلم التصديق بجميعها، حتى يتحقق إيمانه.

شرح أركان الإيمان

فيما يأتي نبذة بسيطة عن أركان الإيمان:^[٣][٤]

1- الإيمان بالله

الإيمان بالله هو أهم الأركان وأصلها، فهو الركن الذي يقوم عليه بقية الأركان، ويعني الإقرار والتصديق الجازم بوجود الله تعالى، وأنه خالق كل شيء، بيده الرزق والتدبير في هذا الكون، وأنه سبحانه هو المحيي والمميت، ويجب الإقرار باستحقاق العبادة له، فهو سبحانه الذي يستحق التفرّد بالعبادة، والإيمان بأنه المتصف بصفات الكمال والجلال، ومنزّه عن كل عيب ونقص، قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ).^[٥]

2- الإيمان بالملائكة

والملائكة هو خلقٌ من خلق الله تعالى، خلقوا من نور، اختارهم الله تعالى واصطفاهم من خلقه لعبادته وتنفيذ أوامره، فهم يطيعون الله تعالى ولا يعصونه، ويفعلون ما يؤمرون، قال تعالى: (لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)،^[٦] فهم عباد الله المكرمون، ويجب على العبد الإقرار والتصديق بوجودهم جميعاً، وأن يؤمن بما جاء في القرآن الكريم من أسمائهم، كجبريل وميكائيل ومالك عليهم السلام ، وبما لم يذكر من أسمائهم أيضاً، ويؤمن بصفاتهم التي أخبرنا الله تعالى بها، والمهمات التي كلفهم الله تعالى بها ووكلهم بقيامها.

3- الإيمان بالكتب

وهي الكتب السماوية التي أنزلها الله تعالى مع رسله وأنبيائه تأييداً لهم، وتتضمن التشريعات والأوامر والأحكام التي جاء بها دين الله تعالى، والهدف منها دعوة الناس إلى عبادة الله وحده وتوحيده، وهداية جميع البشرية، ولتكون منهج حياتهم، ومن أمثلة هذه الكتب القرآن الكريم، والتوراة، والإنجيل، والزبور، ويجب على العبد التصديق بهذه الكتب والإيمان بها جميعاً، الذي ذُكر منها والذي لم يُذكر، وأن جميع هذه الكتب هي كلامه الله تعالى حقاً ومنزلة من عنده سبحانه، وأنها متفقة في الدعوة لتوحيد الله تعالى، والإقرار بأنها تأمر إلى العدل ومكارم الأخلاق، وإلى كل ما هو خير وصلاح للإنسان.

4- الإيمان بالرسل

والرسل هم الرجال الذين اصطفاهم الله تعالى بالوحي والرسالة، لتبليغ الناس ودعوتهم إلى عبادة الله تعالى، فهم خير البشر وأفضلهم على الإطلاق، ولقد أرسل الله تعالى الكثير من الرسل، فكان يبعث إلى كل أمة رسولاً، قال تعالى: (وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّـهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ)،^[٧] إلا أنه ذكر منهم خمسة وعشرين رسولاً ونبياً، ولتحقيق الإيمان بالرسل يجب على العبد أن يؤمن بجميعهم، الذين ذكروا والذين لم يُذكروا، وأن جميع رسالتهم حقاً من عند الله تعالى، فمن كفر برسالة واحد منهم كفر برسالة البقية، وأن يؤمن بأنهم أتموا وظيفة التبليغ التي أمرهم الله بها دون نقص أو زيادة، ويقرّ بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين وأن شريعة وكتابه القرآن الكريم آخر الشرائع والكتب.

5- الإيمان باليوم الآخر

واليوم الآخر هو يوم القيامة نفسه، حيث سمي بذلك لأنه لا يوم بعده، ويعد اليوم الآخر إيذاناً بانتهاء الحياة الدنيا، وابتداء الحياة الآخرة، وفي هذا اليوم يحدث الكثير من الأحداث والأهوال، من بعث وحساب وجزاء، ثم بعد ذلك دخول الجنة ودخول النار، ويجب على العبد أن يؤمن بوجود هذا اليوم وحدوثه، فيؤمن بأن الله تعالى سوف يحيي الناس جميعاً بعد موتهم ويبعثهم من قبورهم، عند النفخ بالصور، ثم يجتمع جميع الخلائق في أرض المحشر لانتظار الحساب والجزاء، حيث يحاسب الله تعالى كل واحد عن أقواله وأفعاله التي عملها في الدنيا، فالمؤمن يدخله الله تعالى الجنة، والكافر يدخل النار.

6- الإيمان بالقدر

والإيمان بالقدر هو أن يعتقد العبد ويؤمن أن الله تعالى خلق كل ما في الكون من أشياء وأوجدها، وأن كل ما يجري في الكون من الخير والشر إنما هو بمشيئة الله تعالى وعلمه، وأن الله تعالى قد كتب مقادير الخلائق وقدّر كل شيء حسب علمه وحكمته، وأنه سبحانه يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون، من الموجودات والممكنات والمعدومات والمستحيلات، ففقد أحاط بعلمه كل شيء، فقال في كتابه: (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا).^[٨]