الإيمان بالملائكة

يعد الإيمان بالملائكة الركن الثاني من أركان الإيمان الستة، وهوالتصديق الجازم والإقرار أن الملائكة من مخلوقات الله تعالى، وأنها من الأمور الغيبية، وقد وكلهم الله تعالى بالعديد من الأعمال والمهام، ومنحهم القدرة والقوة على تنفيذ ما وكّل إليهم، وتقوم بفعل ما تؤمر به بانقياد وتسليم دون عصيان، ويتضمن الإيمان بهم عدة أمور، وهي كما يأتي:[١][٢]

  • الإيمان بوجودهم على وجه الحقيقة.
  • الإيمان بجميع الملائكة، ما علمنا من أسمائهم مثل جبريل عليه السلام، وما لم نعلم بأسمائهم.
  • الإيمان بما علمنا من صفاتهم، مثل القدرة على التحول من صفة إلى أخرى، ومن شكل إلى آخر، فقد ثبت أن جبريل عليه السلام أتى للنبي صلى الله عليه وسلم على هيئة رجل، وكذلك الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى إلى إبراهيم عليه السلام كانوا على هيئة رجال.
  • الإيمان بما علمنا من أعمالهم ووظائفهم، كالتسبيح والتعبد لله تعالى، وهناك بعض الوظائف الخاصة الموكلة لبعض الملائكة، فجبريل عليه السلام موكل بتبليغ الوحي والرسالة إلى الرسل والأنبياء، وميكائيل موكل بالمطر وإنبات الأرض وإحيائها، وغيرهم.


صفات بعض الملائكة الخَلقية والخُلقية

صفات جبريل عليه السلام

  • الصفات الخُلقية لجبريل عليه السلام: ذكر الله تعالى في القرآن الكريم بعض الصفات الخُلقية لجبريل عليه السلام، وبيانها كما يأتي:[٣]
  • العلم: فجبريل عليه السلام هو الذي قام بتعليم أعلم الناس على وجه الأرض، وهم أنبياء الله تعالى ورسله، فقد نقل بعض علم الله عز وجل إلى الأنبياء والرسل، فجبريل عليه السلام هو الذي أنزل القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنزل التوراة على سيدنا موسى عليه السلام، والإنجيل على سيدنا عيسى عليه السلام.
  • التمكين: فجبريل عليه السلام ذو مكانة ومنزلة عاليتين عند الله تعالى، فهو أقرب الملائكة إليه، حيث وكله الله تعالى بأعظم الأعمال والوظائف، وقد مكنه الله تعالى في السماء بطاعة جميع الملائكة له، فهم يطيعونه في كل ما يأمر به، قال تعالى:(مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ)[٤] ومكنه في الأرض بمعاقبة وإهلاك الظالمين، وجلب النفع والخير للصالحين، قال تعالى: (ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ).[٥]
  • الأمانة: فجبريل عليه السلام أمين ثقة، ائتمنه الله تعالى على أعظم المهمات، وهي تبليغ الرسالة والوحي إلى الأنبياء والرسل، فحفِظ هذه الأمانة، وأدّاها على أتم وجه، فنقل كلام الله تعالى كما هو من غير تغيير ولا تبديل، ودون زيادة أو نقصان، قال تعالى: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ)،[٦] أي جبريل عليه السلام.
  • القوة: فجبريل عليه السلام كان قوياً شديداً، قال تعالى في وصفه: (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى* ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى)،[٧] أي قوياً وشديداً في بطشه وفعله، وهذا يتناسب مع المهام العظيمة التي وكلت له، علاوة على ذلك أنه كان يستمع إلى كلام الله تبارك وتعالى، وهذا يحتاج إلى قوة، وقلب راسخ وثابت.
  • الصفات الخَلقية لجبريل عليه السلام: جبريل عليه السلام عظيم الخلقة، حيث إن له ستمئة جناح، فعندما رآه النبي صلى الله عليه وسلم لأول مرة على صورته الحقيقة كان قد غطّى جميع السماء لعظم خلقه، حتى إنه صلى الله عليه وسلم قد أغمي عليه عندما رأى ذلك.


صفات حملة العرش

حملة العرش هم الملائكة الموكلون بحمل عرش الرحمن، ومن الصفات الخُلقية لهؤلاء الملائكة أنهم في عبادة مستمرة لله تعالى، ومما ورد في عبادتهم هو ذكر الله تعالى، فهم يسبحون الله تعالى دون انقطاع، ويخصون المؤمنين بالاستغفار بالدعاء، فيدعون الله تعالى بأن يغفر لهم، وأن يدخلهم جنات النعيم ويحفظهم من النار، قال تعالى: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ* رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)،[٨] ومن صفاتهم الخَلقية التي وردت في السنة النبوية أنهم ملائكة شكلهم عظيم جداً، فهم ذو خلقة عظيمة، فقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم واحد من هؤلاء الملائكة أن ما بين شحمة أذنه ومنكبه مسافة سبعمئة عام، فقال: (أُذِن لي أن أُحدِّث عن ملكٍ من ملائكةِ اللهِ، من حملةِ العرشِ : إنَّ ما بينَ شحمةِ أُذنهِ إلى عاتقِه، مسيرةُ سبعمائةِ عامٍ).[٩][١٠][١١]


المراجع

  1. ابن عثيمين، نبذة في العقيدة الإسلامية، صفحة 42-43. بتصرّف.
  2. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف، التوحيد للناشئة والمبتدئين، صفحة 55-56. بتصرّف.
  3. "جبريل عليه السلام المَلَك القائد"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 8/7/2021. بتصرّف.
  4. سورة التكوير، آية:21
  5. سورة التكوير، آية:20
  6. سورة الشعراء، آية:193
  7. سورة النجم، آية:5-6
  8. سورة غافر، آية:7-8
  9. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:4727، صحيح.
  10. عمر الأشقر، عالم الملائكة الأبرار، صفحة 30-31. بتصرّف.
  11. عمر الأشقر، عالم الملائكة الأبرار، صفحة 11. بتصرّف.