العمرة
العمرة من أعظم العبادات، وأفضل القربات إلى الله تعالى، فيرفع الله بها لعباده الدرجات، ويحطّ عنهم الخطيئات، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا)،[١] والعمرة: هي أن يقصد المسلم زيارة بيت الله الحرام، لأداء مناسك العمرة وأعمالها، وقد اختلف الفقهاء في حكمها، فذهب الحنفية، والمالكية إلى أن العمرة سنة مؤكدة، وقال الشافعية، والحنابلة، أن العمرة فرض على كل مسلم.[٢]
شروط العمرة لأهل مكة
يشتر لوجوب العمرة لأهل مكة عدة شروط، وبيان هذه الشروط كما يأتي:[٣][٤]
- شروط عامة للرجال والنساء: هناك شروط عامة يشترك فيها الرجال والنساء، وهي كما يأتي:
- الإسلام: فقد اتفق الفقهاء على أن غير المسلم لا تصح منه العمرة، فيشترط الإسلام لقبولها.
- التكليف: يشترط لوجوب العمرة على الشخص أن يكون مكلّفاً؛ أي بالغاً عاقلاً، فالمجنون والصبي الصغير ليْسا أهلاً للتكليف، فهما غير مطالبَين بأداء الأحكام الشرعية، لكن إذا اعتمر الصبي، فعمرته صحيحة، وتعتبرعمرة تطوّع، وتلزمه العمرة الواجبة بعد البلوغ، أما المجنون لو اعتمر فلا تصح عمرته.
- الحرية: فالعبد المملوك، لا تجب عليه العمرة، لكنه إذا اعتمر صحت عمرته، وتعدّ عمرة تطوّع.
- الاستطاعة: الاستطاعة هي القدرة، وحتى تتحقّق الاستطاعة لا بدّ من توفّر هذه الشروط، وهي كما يأتي:
- القدرة البدنية: يقصد بها أن يكون قادراً جسدياً على السير، وأداء مناسك العمرة، وأن يكون سليماً من الأمراض التي تعيقه، وتمنعه عن أداء العمرة.
- القدرة المالية: يقصد بها أن يملك ما يكفيه من المال حتى يستطيع النفقة على نفسه في أثناء العمرة، وأن يملك الزاد؛ وهو الطعام والشراب، ولا تشترط الراحلة في حق أهل مكة؛ لقرب المسافة، إلا إذا كان عاجزاً عن السير، والراحلة: هي وسيلة النقل، التي يستخدمها للذهاب للحرم.
- القدرة الأمنية: يقصد بها أن يأمن على نفسه وماله من الضرر، والاعتداء، في طريقه أثناء ذهابه للعمرة.
- شروط خاصة بالنساء: يشترط في المرأة لوجوب أداء العمرة في حقها، ألا تكون معتدة من طلاق أو وفاة، وذلك لعدم جواز خروجها في فترة العدة، وأما بالنسبة للمحرم، فلا يشترط وجود المحرم ولا يلزمها لكونها من من أهل مكة، فخروجها للعمرة وهي من أهل مكة لا يعتبر سفراً.[٥][٦]
كيفية إحرام أهل مكة بالعمرة
اتفق العلماء على أن من أراد العمرة من أهل مكة، فعليه أن يُحرم من الحلّ؛ أي من المناطق التي تكون خارج حدود الحرم من جميع الجهات، مثل منطقة التنعيم، أو منطقة الجعرانة، أو منطقة الحديبية، أو منطقة عرفات، أو غيرها، فيخرج إلى واحدة منها، وينوي الإحرام لأداء العمرة، ثم يدخل الحرم، لأداء مناسكها، ويدل على ذلك ما روته السيدة عائشة رضي الله عنها، عندما أذن لها الرسول صلى الله عليه وسلم، أن تحرم من منطقة التنعيم عندما أرادت أن تعتمر، وكانت في مكة المكرمة، فأخذت حكم أهلها، فقالت: (يا رَسولَ اللَّهِ، اعْتَمَرْتُمْ ولَمْ أعْتَمِرْ، فَقالَ: يا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، اذْهَبْ بأُخْتِكَ، فأعْمِرْهَا مِنَ التَّنْعِيمِ، فأحْقَبَهَا علَى نَاقَةٍ فَاعْتَمَرَتْ).[٧][٨][٩]
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1773، صحيح.
- ↑ سعيد حوى، الأساس في السنة وفقهها العبادات في الإسلام، صفحة 2826. بتصرّف.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 94-98. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2076-2082. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2093. بتصرّف.
- ↑ "هل يشترط للمرأة محرمٌ للحج إذا كانت من أهل مكة "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 3/6/2021. بتصرّف.
- ↑ صالح السدلان، رسالة في الفقه الميسر، صفحة 92. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1518، صحيح.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 182-183. بتصرّف.