ما حكم الحج والعمرة؟

حكم الحج

الحج ركن من أركان الإسلام، وفرض من فروضه، حيث أجمع جمهور أهل العلم على وجوبه وفرضيته على كل مستطيع، مسلمٍ ومسلمةٍ، إذا توفرت فيهما الشروط الشرعية المعتبرة؛ استدلالاً بقول الله تعالى: (وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)،[١] وقوله صلى الله عليه وسلم: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).[٢][٣]


حكم العمرة

تعددت آراء أهل العلم في حكم العمرة، بين السنيّة والوجوب، إلى قولين، بيانهما كما يأتي:[٤][٥]

  • الحنفية والمالكية: قالوا أن العمرة سنة مؤكدة عن رسول الله، وذلك لأن الأحاديث التي جاءت في فرائض الإسلام، لم تشمل العمرة، حيث ذكرت الحج وحده، كالآية والحديث السابقيْن، فالأصل في التكاليف الشرعية عدم الوجوب، حتى يرد الدليل على ذلك، ولم يثبت نص شرعي دلّ على وجوب العمرة.
  • الشافعية والحنابلة: قالوا أن العمرة واجبة مرة واحدة في العمر، كالحج، لأن الله عزّ وجل أمر في كتابه أداء الحج والعمرة تامتين على الوجه الأكمل، حيث قال: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ)،[٦] والأمر في الآية دل على الوجوب، وأيضاً في هذه الآية عطف الله تعالى العمرة على الحج، والأصل تساوي المعطوف مع المعطوف عليه، فتساوت العمرة مع الحج في الحكم، وهو الوجوب.


العلاقة بين الحج والعمرة

الحج والعمرة من الشعائر العظيمة في الدين الإسلامي، يرتبط أداؤهما بالأجر العظيم، والثواب الكبير، حيث جاء الحثّ عليهما، والترغيب فيهما، وتشترك العمرة مع الحج في كثير من المناسك، فأعمالهما متشابهة، كالإحرام، والطواف، والسعي، والتحلّل، إلا أن الحج يزيد عليها في الأركان والأعمال، كالوقوف بعرفة، ورمي الجمار، والمبيت بمزدلفة ومنى، وغير ذلك، حتى كان الناس في زمن الجاهلية يطلقون على العمرة بالحج الأصغر.[٧][٨]


فضل الحج والعمرة

للحج والعمرة العديد من الفضائل، نذكر منها ما يلي:[٩]


نيل الأجر العظيم

يحصل المسلم على عظيم الأجر وجزيل الثواب عند أدائه الحج أو العمرة، فهما سبب لتكفير الذنوب والسيئات، ودخول الجنة، ورفع الدرجات يوم القيامة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ).[١٠]


نفي الفقر والذنوب

حيث بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الحج والعمرة سبب لنفي الفقر عن الإنسان، وإبعاده عنه، وسبب لمحو ذنوبه ومعاصيه، فقال: (تابِعوا بين الحجِّ و العمرةِ ؛ فإنَّهما يَنفيانِ الفقرَ و الذُّنوبَ ، كما ينفي الكيرُ خَبَثَ الحديدِ و الذَّهبِ و الفضةِ).[١١]


الحاج والمعتمر ضيوف الله تعالى

فكلٌ منهما ترك وطنه وبلده، وتحمّل مشقة السفر، لأداء الحج أو العمرة؛ من أجله سبحانه وتعالى، فكان جزاؤه ضيافة الله له، ونيل كرم الله وجوده وعطائه، وحصوله على الفضل والأجر، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (وفدُ اللَّهِ عزَّ وجلَّ ثلاثةٌ : الغازي ، والحاجُّ ، والمعتَمِرُ).[١٢]


المراجع

  1. سورة آل عمران، آية:97
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.
  3. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 35. بتصرّف.
  4. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2075. بتصرّف.
  5. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 13-14. بتصرّف.
  6. سورة البقرة، آية:196
  7. "ما الفرق بين الحج والعمرة وأيهما يؤدى أولا ؟"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 17/11/2021. بتصرّف.
  8. الإمام الطبري، تفسير الطبري، صفحة 339. بتصرّف.
  9. سعيد بن وهف القحطاني، العمرة والحج والزيارة في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 14-15. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1773، صحيح.
  11. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2901، صحيح.
  12. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:3121، صحيح.