التكبير
التكبير هو تعظيم الله تعالى وتنزيهه عن كل نقص والثناء عليه بقول الله أكبر، وهوعبادة عظيمة، رغب الله تعالى بها عباده، قال تعالى: (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ)،[١] فهي إعلان لعظمة الله تعالى وكبريائه، وقد شرع التكبير في المواقف العظيمة، والجموع الكبيرة، فقد شرع في الصلاة، وفي العيدين، وفي الحج، وغير ذلك، فتكرار التكبير في هذه المواطن وغيرها، له أثر في تقوية إيمان العبد وتجديده، ويدفع العبد إلى حسن الظن بربه، والثقة به، مما يزيد في محبته، وعظمته لله تعالى، وطاعته، وشكره، وحمده.[٢]
تكبيرات الحج
صيغة تكبيرات الحج
اختلف الفقهاء في صيغة تكبيرات الحج، وبيان اختلافهم كما يأتي:[٣]
- الحنفية والحنابلة: قالوا أن صيغة التكبيرهي قول: (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد)، وقال الحنفية أنه يجوز الزيادة على هذه الصيغة بقول: (الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد، وسلم تسليماً كثيراً).
- المالكية والشافعية: قالوا أن صيغة التكبير هي قول: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر)، وذهب المالكية إلى جواز الزيادة على هذه الصيغة بقول: (لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد)، وذهب الشافعية إلى استحباب الزيادة على هذه الصيغة بقول: (الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد، وسلم تسليماً كثيراً)
وقت التكبيرات في الحج
اختلف الفقهاء في بداية ونهاية وقت تكبيرات الحج، وبيان اختلافهم كما يأتي:[٤]
- الحنفية: ذهب الإمام أبو حنيفة إلى أن تكبيرات الحج تبدأ من بعد صلاة الفجر من يوم عرفة، إلى بعد صلاة العصر من يوم النحر، وهو اليوم العاشر من ذي الحجة، يوم عيد الأضحى، في حين ذهب أئمة المذهب الإمام أبو يوسف القاضي، والإمام محمد الشيباني، أن تكبيرات الحج تنتهي بعد صلاة العصر من آخر يوم من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، رابع أيام العيد.[٥]
- المالكية والشافعية: ذهب المالكية وقول عند الشافعية إلى أن تكبيرات العيد تبدأ من بعد صلاة الظهر من يوم النحر، وتنتهي بعد صلاة الفجر من آخر يوم من أيام التشريق، وفي قول عند الشافعية أنها تنتهي بعد صلاة العصر من آخر أيام التشريق.
- الحنابلة: ذهب الحنابلة إلى أن تكبيرات الحج تبدأ من بعد صلاة الفجر من يوم عرفة لغير الحاج، وتبدأ للحاج من بعد صلاة الظهر من يوم عرفة، وينتهي لكليهما من بعد صلاة العصر في آخر يوم من أيام التشريق.[٦]
وتجدر الإشارة أن التكبير في هذه الأيام تكون بعد الصلوات المفروضة عند الجمهور، خلافاً للشافعية فقالوا التكبير يكون بعد الصلاة المفروضة والنافلة أيضاً، وقال الحنابلة أن التكبير يكون بعد الصلوات المفروضة إن أديت جماعة، فإن أديت فرادى فلا تكبير بعدها.[٧]
مواطن التكبير في الحج
التكبير في الحج له عدة مواضع، وهي كما يأتي:[٨]
- بعد الصلوات من فجر يوم عرفة إلى العصر من آخر أيام التشريق، للحاج وغيره، على اختلاف آراء الفقهاء التي ذكرت سابقاً.
- عند الخروج للحج، والرجوع منه.
- عند رمي الجمرات.
- عند الصعود من منى إلى عرفات.
- عند الطواف وبالأخص عند الإتيان بركن الحج، وهو طواف الإفاضة.
المراجع
- ↑ سورة المدثر، آية:3
- ↑ "التكبير: مواطنه، وأثره في التربية اﻹيمانية"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13/6/2021. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، صفحة 1407. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 325. بتصرّف.
- ↑ نجاح الحلبي، فقه العبادات على المذهب الحنفي، صفحة 115. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الأربعة، صفحة 323. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 250. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 1124. بتصرّف.