- الإيمان: هو التصديق والاطمئنان والإقرار بشكل جازم بوجود الله -تعالى- الخالق العظيم، واستحقاقه للعبادة وحده دون غيره، والاعتراف بما له من صفات وأسماء، والانقياد لأوامره وتنفيذها، واجتناب نواهيه والابتعاد عنها، والتصديق والإقرار بنبوة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وأنه خاتم النبيين، وطاعته في كل ما جاء به، وقد اختصر بعض العلماء تعريف الإيمان بقولهم: "هو قولٌ باللسان، وتصديقٌ بالجَنَان وعملٌ بالأركان".[١]
- وأما العلم: فقد اختلف العلماء والمفكرون في تعريفه، بحسب تخصص كل منهم، والعلم من المنظور الإسلامي يقسم إلى ثلاثة أنواع، وهي:[٢]
- علمٌ مُكتَسب: وهو الذي يقوم على الفطرة السليمة والبديهيات، كاليقين بوجود الخالق الواحد العادل،
- علمٌ تجريبي: وهو الذي يُبنى على التجارب الحسية والنظر والتأمل في المخلوقات، لاكتشاف القوانين والسنن الكونية، كعلوم الطبيعة والفيزياء وغيرها،
- علم إلهي أو شرعي: وهو الدين الصحيح -بما يحويه من غيب وشهادة- الذي أنزله الله -تعالى- بواسطة الوحي على أنبيائه، الذين أرسلهم ليعلموا الناس الخير، ويخرجونهم من الظلمات إلى النور.
هل يتعارض الإيمان مع العلم؟
الإيمان والعلم لا يتعارضان أبداً، فالذي أنزل القرآن هو الذي خلق الكون وصوَّرَ الإنسان، وهناك الكثير من الحقائق العلمية التي اكتُشفت في العصر الحديث، هي مذكورة في القرآن الكريم منذ مئات السنين، وهذا هو أحد أنواع إعجاز القرآن الكريم، المسمى بالإعجاز العلمي، الذي يُثبت لغير المؤمنين أن هذا الدين حق من عند الله -تعالى-، وأن العلم لا يُعارض الإيمان،[٣] والإسلام هو دين الفطرة والعقل السليم، جعله الله -تعالى- موافقاً لما خلق الإنسان عليه، قال -تعالى-: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}،[٤] وقال -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ، أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ البَهِيمَةِ تُنْتَجُ البَهِيمَةَ هلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ)،[٥] وإن المتتبع للأحكام الشرعية يجد بأنها أحكام منطقية واقعية، لا تتعارض مع العقول السليمة أبداً.[٦]
العلاقة بين الإيمان والعلم
- إن العلاقة بين الإيمان والعلم هي علاقة وطيدة، فهما متلازمان، فالعلم هو أساس الإيمان، ولذلك ذكره الله -تعالى- قبل الإيمان في قوله: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَٰذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَٰكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}،[٧][٨] فالإيمان الصحيح هو الإيمان المبني على العلم، وكلما كان الأساس العلمي قوياً كان الإيمان أقوى وأمتن، ولذلك ذكر الله -تعالى- بأن الراسخين في العلم يؤمنون بكل ما جاءهم من عند الله -تعالى- إيماناً مطلقاً لا شك فيه، قال -تعالى-: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}،[٩][١٠]
- وقد حذر الله -تعالى- من القول والعمل بلا علم، في قوله: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}،[١١] والإسلام هو دين العلم والمعرفة، دعا إلى العلم في أولى آيات القرآن: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}،[١٢] ومدح الله -تعالى- العلماء، وأخبر بأنهم أكثرُ العباد خشيةً له، فقال: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}،[١٣] كما حضَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- على طلب العلم والتماسه، بقوله: (مَن سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا، سَهَّلَ اللَّهُ له به طَرِيقًا إلى الجَنَّةِ).[١٤][١٥]
المراجع
- ↑ الموسوعة العقدية، "المَبحثُ الثاني: تعريفُ الإيمانِ اصطِلاحًا"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 28/10/2021. بتصرّف.
- ↑ يوسف السويدي، الإسلام والعلم التجريبي، صفحة 13-15. بتصرّف.
- ↑ راتب النابلسي، "ما هو الإعجاز العلمي ؟"، موسوعة النابلسي، اطّلع عليه بتاريخ 28/10/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الروم، آية:30
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1385، حديث صحيح.
- ↑ رقم الفتوى: 20458 (1/8/2002)، "لا يمكن للدين الحق أن يخالف العقل"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 28/10/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الروم، آية:56
- ↑ توفيق زيادي (9/10/2013)، "اقتران العلم والإيمان في القرآن حِكَمٌ وأسرار"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 28/10/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:7
- ↑ إبراهيم عمر، العلم والإيمان، صفحة 45. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية:36
- ↑ سورة العلق، آية:1
- ↑ سورة فاطر، آية:28
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2699، صحيح.
- ↑ رقم السؤال10471 (24/3/2001)، "العلم في الإسلام"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 28/10/2021. بتصرّف.