حج القران

حج القران: هو أن الجمع بين العمرة والحج في الإحرام، وله ثلاث صور، وهي:[١][٢][٣]

  • الصورة الأولى: أن يحرم الحاج بالحج والعمرة معاً في نسك واحد، فيعزم على أدائهما معاً، ويقول: (لبيك اللهم عمرة وحجاً)، وهذه هي صورة حج القران الأصلية، فعن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: (سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: لَبَّيْكَ عُمْرَةً وَحَجًّا).[٤]
  • الصورة الثانية: أن يحرم الحاج بالعمرة أولاً ثم يُدخل عليها الحج، ودليله قول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها: (خَرَجْنَا مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حَجَّةِ الوَدَاعِ فأهْلَلْنَا بعُمْرَةٍ، ثُمَّ قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن كانَ معهُ هَدْيٌ فَلْيُهِلَّ بالحَجِّ مع العُمْرَةِ).[٥]
  • الصورة الثالثة: أن يحرم الحاج بالحج أولاً ثم يُدخل عليه العمرة، وقد اختلف الفقهاء في هذه الصورة، وبيان أقوالهم كما يأتي:
  • الجمهور: ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى عدم جواز إدخال العمرة على الحج، ولا يصبح الحاج قارناً إن فعل هذا.
  • الحنفية: ذهب الحنفية إلى جواز إدخال العمرة على الحج، وصحة هذه الصورة، ويصبح الحاج قارناً إن فعل هذا.


شروط إدخال الحج على العمرة

يشترط لإدخال الحج على العمرة، وهي الصورة الثانية من صور حج القران، مجموعة من الشروط، وبيانها كما يأتي:[٦]


الإحرام بالحج قبل طواف العمرة

فيشترط على الحاج إذا أراد أن يحرم بالعمرة ثم يدخل عليها الحج، أن يحرم بالحج قبل البدء بطواف العمرة، فإن فعل ذلك صحّ من إحرامه، وأصبح قارناً بالحج والعمرة.


عدم فساد العمرة

فيشترط على الحاج إذا أراد أن يدخل الحج بعد إحرامه بالعمرة، أن تكون عمرته صحيحة غير فاسدة، حتى يصح إدخال الحج عليها، فيجب عليه ألا يكون قد أفسد عمرته بارتكاب محظور من محظورات الإحرام.


أداء طواف العمرة في أشهر الحج

حيث اشترط جمهور الفقهاء حتى يصح إدخال الحج بعد الإحرام بالعمرة، أن يؤدي الحاج طواف العمرة كله، الأشواط السبعة، في أشهر الحج، وقال الحنفية بجواز أداء أكثر الطواف في أشهر الحج، كأن يطوف أربعة أشواط فأكثر.


أداء طواف العمرة قبل الوقوف بعرفة

حيث اشترط الحنفية دون الجمهور، لصحة إدخال الحج بعد الإحرام بالعمرة، أن يؤدي الحاج طواف العمرة، كله، بأداء سبعة أشواط كاملة، أو أكثره، بأداء أربعة أشواط فأكثر، قبل أن يقف بعرفة.


صون العمرة والحج من الفساد

فيجب على الحاج حتى يصح إدخاله الحج على العمرة، أن يمنع فساد كلاً من الحج والعمرة، بارتكابه محظوراً من محظورات الإحرام، فلو أن الحاج قد ارتكب محظوراً من محظورات الإحرام ، بأن جامع زوجته قبل وقوفه بعرفة، وقبل أداء طواف العمرة كله أو أكثره، فقد فسد قرانه، ويلزمه فعل ما يوجب ويترتب عليه من فسادهما بارتكابه المحظور.


عدم كون الحاج من حاضري المسجد الحرام

يقصد بحاضري المسجد الحاضري الذين يقيمون في مكة ويسكنوها، وقد اشترط الحنفية خلافاً للجمهور لصحة إدخال الحج على العمرة، ألا يكون الحاج من حاضري المسجد الحرام، فإن كان منهم فيعدّ قرانه فاسد، أما الجمهور فذهبوا إلى صحة قران حاضري المسجد الحرام، إلا أنه لا يترتب عليهم الذبح.


عدم فوات الحج

ويكون فوات الحج بانتهاء وقت الوقوف بعرفة، فإنه لا يصح للحاج أن يحرم بالقران، ويدخل الحج على العمرة، وقد فاته الحج، ففوات الحج يكون بفوات عرفة، ويترتب عليه فساد قرانه.


المراجع

  1. "القِرانُ في الحَجِّ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 5/8/2021. بتصرّف.
  2. سعيد بن وهف القحطاني، مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 214-215. بتصرّف.
  3. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2199-2200. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:1251، صحيح.
  5. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:1556، صحيح.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 83-85. بتصرّف.