الإحرام للعمرة هو نية الدخول في نسك العمرة، ولا بدّ أن يكون إحرام مريد العمرة في أحد المواقيت المكانية الخمسة التي حددتها الشريعة الإسلامية؛ كذي الحليفة، والجحفة، وذات عرق، ويسنّ للمسلم عند وصوله الميقات فعل عدة أمور قبل أن يعقد النية ويدخل في إحرامه للعمرة، وهي من باب التهيؤ لهذه العبادة العظيمة، وآتياً التفصيل في ذلك بالنسبة للرجل، وهو ما يُعرف بكيفية وصفة إحرام الرجل.


كيفية الإحرام للعمرة للرجال

آتياً بيان كيفية إحرام الرجل للعمرة عند وصوله الميقات المكاني:[١][٢]


التنظّف

يسنّ للرجل أن يتنظّف؛ فيقلّم أظفاره، ويقصّ شاربه، وينتف شعر إبطه، ويحلق شعر عانته، وهي ما تعرف بسنن الفطرة،[١] جاء في الحديث: (الفِطْرَةُ خَمْسٌ -أَوْ خَمْسٌ مِنَ الفِطْرَةِ-: الخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَنَتْفُ الإبْطِ، وَتَقْلِيمُ الأظْفَارِ، وَقَصُّ الشَّارِبِ).[٣]


الاغتسال

يسنّ للرجل أن يتجرد من ثيابه العادية ثم يغتسل؛ فهو أعمّ وأبلغ في النظافة، وفي إزالة ما على البدن من أوساخ، وقطع الرائحة الكريهة، ومما يدل على بيان أهمية الاغتسال وسنية فعلها أنه مطلوب حتى من المرأة الحائض والنفساء؛ حيث أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أسماء بنت عميس -رضي الله عنها- عندما ولدت ابنها محمد بن أبي بكر في ذي الحليفة أن تغتسل وتتنظف لإحرامها، فجاء في الحديث: (حتَّى أَتَيْنَا ذَا الحُلَيْفَةِ، فَوَلَدَتْ أَسْمَاءُ بنْتُ عُمَيْسٍ مُحَمَّدَ بنَ أَبِي بَكْرٍ، فأرْسَلَتْ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: كيفَ أَصْنَعُ؟ قالَ: اغْتَسِلِي، وَاسْتَثْفِرِي بثَوْبٍ وَأَحْرِمِي)،[٤] كما وأمر أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عندما حاضت أن تغتسل وتحرم بالحج، وتفعل ما يفعله الحاج غير الطواف.[١][٢]


التطيّب

يسنّ للرجل أن يطيّب بدنه ورأسه ولحيته، بأي نوعٍ من أنواع الطيب؛ كالعود والمسك والبخور، ونحوه، من غير أن يطيّب ثياب إحرامه؛ لعدم جواز ذلك، ولا يضر بقاء الطيب بعد إحرام،[١] جاء في حديث عائشة -رضي الله عنها-: (كُنْتُ أُطَيِّبُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِإِحْرَامِهِ حِينَ يُحْرِمُ، ولِحِلِّهِ قَبْلَ أنْ يَطُوفَ بالبَيْتِ).[٥][٦]


لبس ملابس الإحرام والنعال

يلبس الرجل ملابس الإحرام بعد أن يتجرّد من ثيابه، وهما إزارٌ ورداءٌ أبيضان نظيفان، ويرتدي في رجليْه نعليْن؛ وهي التي تغطي أسفل القدمين، مع انكشاف الكعبين والعقبين وظاهر القدم، جاء في الحديث: (لِيُحرِمَ أحدُكم في إزارٍ ورداءٍ ونعْلَينِ).[٧][٢]


عقد نية الإحرام

بعد أن ينتهي الرجل من فعل الأمور السابقة يكون قد تهيأ للإحرام، ولم يبق عليه شيء إلا أن يعقد نية الإحرام بالعمرة، ويستحب أن يكون إحرامه بعد أداء الصلاة، فإن كان وقت فريضة أحرم بعد أدائه الصلاة، وإلا صلّى ركعتي نافلة؛ ينوي فيها سنة الوضوء، أو تحية المسجد، ونحوه، ثم بعد الانتهاء من الصلاة ينوي بقلبه دخوله في نسك العمرة، ويقول: "لبيك اللهم عمرة"، ويسنّ أن يكون إحرامه مستقبل القبلة في المسجد، أو بعد ركوب دابته أو سيارته، ونحوه، ثم يبدأ بترديد التلبية والإكثار من قولها، ويسنّ له رفع صوته بها.[٢][٨]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث سعيد بن وهف القحطاني، منسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 190-199. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث محمد إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 252-257. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:5889، حديث صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1218، حديث صحيح.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1539، حديث صحيح.
  6. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 86. بتصرّف.
  7. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1096، حديث صحيح.
  8. محمد إبراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 658-659. بتصرّف.