الملائكة
الملائكة جمع ملك وملاك، وهو جنس لطيف خلق من نور، والملائكة هم مخلوقات خلقهم الله تعالى، يتصفون بالطهارة والنقاء والنزاهة عن الأخطاء والآثام والشهوات، فهم عباد مكرمون أتقياء يعبدون الله تعالى ولا يعصونه، فهم من أشرف خلق الله تعالى على الإطلاق، وصفات الملائكة ليست كصفات البشر، فهم لا يتصفون بالذكورة ولا بالأنوثة، ولا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون، وقد منحهم الله تعالى بقدرات عظيمة، فلديهم القدرة على التشكل بصور مختلفة، ويمتلكون السرعة الهائلة، وعالم الملائكة من الأمور الغيبية التي يجب على المسلم الإيمان بوجودهم حقيقة، وبكل ما يتعلق بهم مما أخبر به الله تعالى وأخبر به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يعد الإيمان بالملائكة الركن الثاني بعد الإيمان بالله تعالى، قال تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ).[١][٢]
كم جناحاً للملائكة؟
خلق الله تعالى الملائكة متفاوتين، فهم ليسوا على درجة واحدة في الخلق والقدرة، وبين لنا أنه خلق الملائكة ولها أجنحة، إلا أنهم متفاوتون في عددها، فمنهم من له جناحان، ومنهم من له ثلاث أجنحة، ومنهم من له أربعة، ومنهم من له أكثر من ذلك، فقد قال في كتابه الكريم: (الْحَمْدُ لِلَّـهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّـهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)،[٣] وقد ورد في الأحاديث الشريفة في عدد أجنحة جبريل عليه السلام، فقد خلقه الله تعالى وله ستمئة جناح، فقد جاء في صحيح مسلم من حديث الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ رَأَى جِبْرِيلَ له سِتُّمِئَةِ جَناحٍ)،[٤] وقد ورد أنه غطى الأفق بأجنحته لعظم خلقه.[٥]
بعض وظائف الملائكة
وكّل الله تعالى ملائكته وكلفهم بالعديد من الأعمال والوظائف التي يجب عليهم القيام بها، وفيما يأتي ذكر بعضها:[٦]
- الوحي: وهي وظيفة الملك جبريل عليه السلام، حيث إن الله تعالى وكله بمهمة تبليغ الوحي والرسالة وبيان التشريعات إلى أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام.
- إحياء الأرض: وهي وظيفة الملك ميكائيل عليه السلام، فقد وكله الله تعالى بنزول المطر من السماء إلى الأرض، وتحريك الرياح والسحاب، وبث الحياة في المخلوقات التي تعيش عليها من نبات وحيوان وإنسان، وله أعوان من الملائكة يفعلون ما يأمرهم به بأمر من الله تعالى.
- قبض الأرواح: وهي وطيفه ملك الموت، فقد وكله الله تعالى بقبض أرواح المخلوقات، وله أعوان من الملائكة يكونون معه عند قبض الأرواح.
- النفخ في الصور: وهي وظيفة الملك إسرافيل عليه السلام، فهو مأمور من الله تعالى بالنفخ في الصور عند قيام الساعة، والصور هو عبارة عن بوق ينفخ فيه.
- حفظ الإنسان: فقد وكل الله تعالى ملائكة لحفظ الإنسان وحمايته في جميع حالاته؛ ليلاً ونهاراً، ووكل ملائكة أيضاً لحفظ أعماله وما يصدر منه من أقوال وأفعال سواء كانت خيراً أو شراً، فيقومون بكتابتها وإحصائها.
- حمل العرش: وكل الله تعالى ملائكة لحمل عرشه جلّ وعلا، ويسمون حملة العرش.
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية:285
- ↑ مجموعة من المؤلفين، موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة، صفحة 625. بتصرّف.
- ↑ سورة فاطر، آية:1
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:174، صحيح.
- ↑ عمر الأشقر، عالم الملائكة الأبرار، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑ "من هم الملائكة؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 28/7/2021. بتصرّف.