الشفاعة

الشفاعة من الشفع (الزوج) وهو ضد الوتر(الفرد)، وهي في اللغة: ضم الشيء المفرد لغيره فيجعله شفعاً، وفي الشرع هي: التوسط للغير لجلب منفعة له أو دفع مضرة عنه، وعرفها بعض أهل العلم: بأنها سؤال الخير للغير، ومن ذلك شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة يحظى بمنزلة عالية ومقام محمود ودرجة رفيعة، إذ اختصه الله تبارك وتعالى من بين جميع الرسل بالشفاعة، حيث يقال له يوم القيامة: (سَلْ تُعْطَهْ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ).[١][٢][٣]


عدد شفاعات النبي يوم القيامة

للنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ثلاث شفاعات يختص بها وحده فقط، فلا يشركه بها أحد من المرسلين، وبيان هذه الشفاعات الثلاث كما يأتي:[٤][٥]

شفاعته صلى الله عليه وسلم بالخلق كلهم

وتكون هذه الشفاعة لأهل المحشر كلهم، وتسمى هذه الشفاعة (بالشفاعة العظمى)؛ إذ هي الشفاعة الأولى الخاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، فهي عامة تشمل جميع الخلائق على اختلاف أديانهم، فحينما يكون الناس في موقف عصيب يوم القيامة، يقفون ينتظرون الحساب، يقومون بالتوسل للأنبياء عليهم السلام لتعجيل حسابهم، فيتوسلون لآدم وإبراهيم ونوح وموسى وعيسى عليهم السلام، حتى يصلون إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فيشفع لهم عند الله عزّ وجل لفصل القضاء بينهم وتعجيل الحساب، فيأذن الله سبحانه وتعالى بذلك، وهذه الشفاعة هي المقام المحمود الذي وعده الله تعالى بها، حيث قال: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا).[٦]


شفاعته صلى الله عليه وسلم لأهل الجنة لدخول الجنة

حيث إن أهل الجنة بعد الانتهاء من حسابهم لا يسمح لهم بدخول الجنة ولا يؤذن لهم إلا بعد أن يشفع لهم الرسول صلى الله عليه وسلم عند الله عزّ وجلّ، فيؤذن لهم بالدخول بعد ذلك، ودليل ذك قوله صلى الله عليه وسلم: (أنا أوَّلُ النَّاسِ يَشْفَعُ في الجَنَّةِ)،[٧] وقال أيضاً: (آتي بابَ الجَنَّةِ يَومَ القِيامَةِ فأسْتفْتِحُ، فيَقولُ الخازِنُ: مَن أنْتَ؟ فأقُولُ: مُحَمَّدٌ، فيَقولُ: بكَ أُمِرْتُ لا أفْتَحُ لأَحَدٍ قَبْلَكَ).[٨]


شفاعته صلى الله عليه وسلم لعمّه أبي طالب

يشفع النبي صلى الله عليه وسلم عند الله تعالى لعمّه أبي طالب أن يخفف عنه العذاب، فقد حرص عليه الصلاة والسلام أن يدخل عمه في الإسلام قبل وفاته إلا أنه لم يستجب، ولأنه نصره وحماه ووقف إلى جانبه في حياته، فإن الرسول يقوم بالشفاعة له، فيأذن الله تعالى بتخفيف عذابه، حيث قال: (لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ، فيُجْعَلُ في ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ، يَغْلِي منه دِمَاغُهُ)،[٩] وهو أخف وأهون عذاب من بين الناس جميعاً.


وهناك شفاعات أخرى للنبي صلى الله عليه وسلم، يشترك بها مع غيره من الأنبياء والمرسلين والملائكة والصالحين، فهي ليست خاصة له وحده، وهي:[١٠]

  • شفاعته -صلى الله عليه وسلم- في رفع درجات وعلو منزلة بعض أهل الجنة.
  • شفاعته -صلى الله عليه وسلم- في دخول بعض المؤمنين الجنة من غير حساب ولا عقاب.
  • شفاعته -صلى الله عليه وسلم- لأهل الأعراف بدخول الجنة، وهم الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم.
  • شفاعته -صلى الله عليه وسلم- لأهل الكبائر الموحدين من أمته الذين دخلوا النار أن يخرجوا منها.
  • شفاعته -صلى الله عليه وسلم- للعصاة الموحدين الذين استحقوا دخول النار بذنوبهم ألا يدخلوها.



مواضيع أخرى:

أول من يشفع للناس يوم القيامة

شروط شفاعة الملائكة


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:193، صحيح.
  2. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 121-123. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 131-. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 132-148. بتصرّف.
  5. ناصر بن علي عائض حسن الشيخ، مباحث العقيدة في سورة الزمر، صفحة 304-308. بتصرّف.
  6. سورة الإسراء، آية:79
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:196، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:197.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو سعيد الخدري ، الصفحة أو الرقم:3885.
  10. "أنواع الشفاعة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2/9/2021. بتصرّف.