خطيب الأنبياء
خطيب الأنبياء لقبٌ لُقّب به النبي شعيب عليه الصلاة والسلام، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر شعيباً عليه السلام قال عنه أنه خطيب الأنبياء، وقد أطلق هذا اللقب عليه؛ لِما اشتهر به من الفصاحة والبلاغة والدقة في دعوة قومه لدين الله تعالى وتوحيده وعبادته ، حيث تميّز بحسن الكلام والحديث، وطلاقة اللسان، والقدرة على إقامة الحجة وإقناع الناس.[١][٢]
التعريف بالنبي شعيب عليه السلام
يعد النبي شعيب عليه السلام من الأنبياء العرب، حيث أرسله الله تعالى إلى قوم مدين، وهي قبيلة عربية كانت تسكن في شمال الجزيرة العربية، ما بين الشام والحجاز، وقد كانت بعثة النبي شعيب عليه السلام قبل زمن النبي موسى عليه السلام، حيث ذكرت قصته في دعوة قومه في القرآن الكريم عدة مرات، وكان ذلك بعد أن يذكر دعوة النبي هود والنبي صالح والنبي لوط عليهم السلام.[٣][٤]
دعوة النبي شعيب لقومه
منّ الله تعالى على سكان مدين بنعم كثيرة في كافة جوانب حياتهم، فقد جعلهم الله تعالى كثيري العدد بعد أن كانوا قلة، حيث قال تعالى: (وَاذكُروا إِذ كُنتُم قَليلًا فَكَثَّرَكُم)،[٥] وجعلهم أقوياء بعد أن كانوا ضعفاء، وصاروا أغنياء بعد أن كانوا فقراء، وتفوقوا في مجال التجارة، فكانوا يمكلون البساتين والمحاصيل، ويبيعون ويشترون، فكثرت أرزاقهم وأملاكهم، إلا أنه رغم النعم التي أنعمها الله عليهم فقد كفروا بالنبي شعيب عليه السلام ولم يستجيبوا لدعوته، فقاموا بعبادة شجر الأيك، لذلك ذكرهم الله تعالى في القرآن الكريم بأصحاب الأيكة، فقال: (كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ)،[٦] وكانوا يقطعون المارة في طريقهم ويخيفونهم، وشاع بينهم الفساد في أخلاقهم ومعاملاتهم، فكانوا يبخسون في الكيل والميزان، فإذا اشتروا زادوا وإذا باعوا أنقصوا، وكانوا يعتدون على حقوق الناس المادية والمعنوية من الغش والتحايل والإساءة والظلم وأكل الأموال بالباطل، وانتشرت الفواحش والمعاصي فيما بينهم، وكان النبي شعيب عليه السلام في ذلك الوقت يدعوهم إلى توحيد الله وعبادته ونبذ الشرك والبراءة منه، وتذكيرهم بنعم الله عليهم، وعمد إلى إصلاح حياتهم الاجتماعية، فأمرهم بإقامة القسط والعدل في الموازيين، والمحافظة على حقوق الناس وعدم إيذائهم والتقليل من شأنهم، وترك الفساد في الأرض، وقطع الخلافات والنزاعات بينهم، وبث المحبة فيما بينهم، إلا أن قومه لم يستجيبوا له واستمروا في إفسادهم وإضلالهم.[٧][٨]
عاقبة قوم النبي شعيب عليه السلام
لم تجدي الأساليب التي اتخذها النبي شعيب عليه السلام في دعوة قومه، من اللين والإصلاح والكلمة الطيبة، فانتقل إلى إنذارهم بالعذاب، وأن يرجعوا بالتوبة إلى الله تعالى، وأمهلهم ليصلحوا من حالهم وشأنهم، إلا أنهم أعرضوا ولم يستجيبوا له، فكان النتيجة أن حلّ بهم العقاب والعذاب، فأرسل الله تعالى عليهم الصيحة، وهي صوت عالٍ شديد مخيف من السماء، كان سبباً في هلاكهم وموتهم، وزوال آثارهم، قال تعالى: (وَأَخَذَتِ الَّذينَ ظَلَمُوا الصَّيحَةُ فَأَصبَحوا في دِيارِهِم جاثِمينَ).[٩][١٠]
مواضيع أخرى:
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1690. بتصرّف.
- ↑ صالح المغامسي، دروس للشيخ صالح المغامسي، صفحة 7. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، موجز دائرة المعارف الإسلامية، صفحة 6286. بتصرّف.
- ↑ أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 159. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية:86
- ↑ سورة الشعراء، آية:176
- ↑ أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 160-161. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير الوسيط، صفحة 1064. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية:94
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير الوسيط، صفحة 1066-1067. بتصرّف.