تعريف الملائكة

الملائكة في اللغة: جمع مَلك، وأصلها ملاك، واشتقاقها الألوكة، والملأكة: وتعني الرسالة، فالمَلَك يحمل الرسالة ويبلغها عن الله تعالى.[١]

وفي الاصطلاح الملائكة هي مخلوقات نورانية، خلقها الله تعالى، لهم القدرة على التشكّل بصور مختلفة، مُسخّرون، يطيعون أوامر الله تعالى، ولا يعصونه أبداً، ولا يملّون أو يتعبون، ولا يوصفون بالذكورة أو بالأنوثة، ولا يتناكحون، ولا يأكلون أو يشربون، وعددهم كبير لا يعلمه إلاّ الله تعالى.[٢]


أسماء الملائكة

لم يرد ذكر جميع أسماء الملائكة الذين خلقهم الله تعالى في القرآن الكريم، والسنة النبوية، والذين ذُكروا؛ منهم من ذُكر صراحة، ومنهم من ذكرت وظيفته دون اسمه، ومنهم ذكروا على شكل طوائف، وبيان ذلك كالآتي:[٣][٤][٥]

  • جبريل: وهو الملك الموكّل بتبيلغ الوحي إلى الرسل والأنبياء.
  • ميكائيل: وهو الملك الموكّل بإنزال المطر، الذي تحيا به الأرض والنبات.
  • إسرافيل: وهو الملك الموكّل إليه أمر النفخ في الصور.

ورد ذكر جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، في السنة النبوية، فروت عائشة -رضي الله عنها- عن النبي صلى الله عليه وسلم:( اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وإسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بيْنَ عِبَادِكَ فِيما كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فيه مِنَ الحَقِّ بإذْنِكَ، إنَّكَ تَهْدِي مَن تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم).[٦]

  • مالك: وهو الملك الموكّل إليه أمر النار، وذكر اسمه في قوله تعالى: (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ).[٧]
  • رضوان: وهو الملك الموكّل إليه أمر الجنة، واسم رضوان غير ثابت بالكتاب، أو بالسنة، ولكنه اشتهر عند أهل العلم.[٨]
  • منكر ونكير: وهما الملكان الموكّل إليهما أمر سؤال الميت في قبره، وقد ذُكرا في السنة النبوية، فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: ( إذا قبرَ الميِّتُ - أو قالَ أحدُكم - أتاهُ ملَكانِ أسودانِ أزرَقانِ يقالُ لأحدِهما المنْكَرُ والآخرِ النَّكيرُ).[٩]
  • هاروت وماروت: ذُكر اسمهما في القرآن الكريم، في قوله تعالى: (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ).[١٠]
  • ملك الموت: وهو الملك الموكّل بقبض الأرواح، قال تعالى: (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)،[١١] ولم يثبت صحة أن اسمه عزرائيل لا في القرآن ولا في السنة.
  • ملك الأرحام: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ وكَّلَ بالرَّحِمِ مَلَكًا، يقولُ: يا رَبِّ نُطْفَةٌ؟ يا رَبِّ عَلَقَةٌ؟ يا رَبِّ مُضْغَةٌ؟ فإذا أرادَ أنْ يَقْضِيَ خَلْقَهُ قالَ: أذَكَرٌ أمْ أُنْثَى، شَقِيٌّ أمْ سَعِيدٌ، فَما الرِّزْقُ والأجَلُ، فيُكْتَبُ في بَطْنِ أُمِّهِ).[١٢]
  • ملك الجبال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وقدْ بَعَثَ إلَيْكَ مَلَكَ الجِبالِ لِتَأْمُرَهُ بما شِئْتَ فيهم، فَنادانِي مَلَكُ الجِبالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قالَ: يا مُحَمَّدُ، فقالَ ذلكَ فِيما شِئْتَ، إنْ شِئْتَ أنْ أُطْبِقَ عليهمُ الأخْشَبَيْنِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بَلْ أرْجُو أنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصْلابِهِمْ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ وحْدَهُ لا يُشْرِكُ به شيئًا).[١٣]


ومن أسماء طوائف الملائكة الذين ذُكروا في القرآن والسنة، ما يأتي:[١٤]

  • حملة العرش: وعددهم ثمانية، قال تعالى: (وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ).[١٥]
  • خزنة الجنة: قال تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ).[١٦]
  • خزنة النار: وهم الزبانية، قال تعالى: (سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ[١٧] وقال أيضاً: (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ).[١٨]
  • المعقّبات: وهم الذين يحفظون العبد في جميع حالاته، وسمّوا بذلك؛ لأنهم يتعاقبون في الليل والنهار، ويتعاقبون على العبد من بين يديه ومن خلفه، قال تعالى: (سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ* لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ).[١٩]
  • الحفظة: ومهمتهم حفظ العبد أيضاً وحمايته، قال تعالى: (وَهُوَ القاهِرُ فَوقَ عِبادِهِ وَيُرسِلُ عَلَيكُم حَفَظَةً).[٢٠]
  • السفرة: وهم الموكّلون بحفظ الكتب والصحف التي تنزل على الأنبياء والرسل، قال تعالى: (بِأَيْدِي سَفَرَةٍ* كِرَامٍ بَرَرَةٍ).[٢١]
  • السيّاحون: وهم الذين ينتشرون في الأرض، ويحيطون حول حلقات الذكر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ للهِ ملائكةً سيَّاحين في الأرض فُضْلًا عن كُتَّابِ الناسِ ، يطوفون في الطُّرُقِ ، يلتمسون أهلَ الذِّكرِ ، فإذا وجدوا قومًا يذكرون اللهَ تنادوا : هَلُمُّوا إلى حاجاتِكم ، فيَحفُّونهم بأجنحتِهم إلى السماءِ الدنيا).[٢٢]


آثار الإيمان بالملائكة

من آثار بالإيمان بالملائكة، ما يلي:[٢٣]

  • التعرف على عظمة الله تعالى، في خلقه للملائكة.
  • الاستقامة وعدم عصيان أوامر الله تعالى؛ فالملائكة تكتب أعماله.
  • الشعور بالأُنس والطمأنينة، فالملائكة تعبد الله تعالى مع المؤمنين.
  • شكر الله تعالى، على خلقه الملائكة التي تحفظ المؤمن وتحميه.
  • العمل الصالح، والحذر، والاستعداد لليوم الآخر، بتذكّر مَلَك الموت.


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة العقدية، صفحة 258. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة العقدية، صفحة 259. بتصرّف.
  3. عمر بن سليمان بن عبد الله الأشقر العتيبي ، عالم الملائكة الأبرار، صفحة 16-18. بتصرّف.
  4. نبيل محمد أبو العمرين، عالم الملائكة في ضوء السنة النبوية، صفحة 41. بتصرّف.
  5. "من هم الملائكة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 20/5/2021. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:770.
  7. سورة الزخرف، آية:77
  8. "هل "رضوان" اسم خازن الجنة ؟"، الإسلام سؤال وجواب، 12/1/2017، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2021. بتصرّف.
  9. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1071.
  10. سورة البقرة، آية:102
  11. سورة السجدة، آية:11
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:318، صحيح.
  13. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3231، صحيح.
  14. محمد بن عبد الرحمن أبو سيف الجهني، محاضرات في الإيمان بالملائكة، صفحة 23-25. بتصرّف.
  15. سورة الحاقة، آية:17
  16. سورة الزمر، آية:73
  17. سورة العلق، آية:18
  18. سورة الزمر، آية:71
  19. سورة الرعد، آية:10-11
  20. سورة الأنعام، آية:61
  21. سورة عبس، آية:15-16
  22. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2173، صحيح.
  23. عبد العزيز بن محمد بن علي آل عبد اللطيف، التوحيد للناشئة والمبتدئين، صفحة 58-59. بتصرّف.