تعريف الكتب السماوية
الكتب السماوية: هي الكتب والصحف التي احتوت كلام الله تعالى الذي أوحاه إلى رسله وأنبيائه، سواء كان مكتوباً مثل التوراة الذي أنزله على سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، أوأنزله مشافهة بواسطة الملك جبريل عليه السلام الملك ثم كُتب بعد ذلك، والإيمان بالكتب السماوية ركن من أركان الإيمان الستة، وأصل عظيم من أصول الدين الإسلامي، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)،[١][٢] فيجب على المسلم أن يؤمن أن الله تعالى قد أنزل كتباً على أنبيائه ورسله، ويؤمن بالكتب التي لم يذكرها الله تعالى إجمالاً، وبالكتب التي ذكرها الله تعالى تفصيلاً، وأن يصدق بالأخبار الصحيحة التي وردت فيها، كأخبار القرآن الكريم، وأن يؤمن بأن جميع الكتب السماوية منسوخة بالقرآن الكريم، فهو متضمن لما فيها وزيادة، فالله تعالى قد تكفل بحفظ القرآن الكريم من أوله إلى آخره، فلا يدخله تحريف ولا تبديل ولا تغيير، فقال في كتابه: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ).[٣][٤][٥]
وحدة الكتب السماوية
اتفقت جميع الكتب السماوية التي أوحاها الله عزّ وجلّ إلى رسله وأنبيائه في الغاية والمقصد، وهي توحيد الله تعالى والدعوة إلى عبادته وحده لا شريك له، وهداية الناس من الكفر إلى الإيمان، قال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)،[٦] واختلفت الكتب السماوية بالشرائع والأحكام والتعاليم، فقد أنزل الله تعالى لكل أمة من الأمم شريعة تتناسب مع أحوالهم وزمانهم وطبائعهم، فشريعة الإسلام تختلف عن شريعة اليهود والنصارى، حيث قال تعالى: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا).[٧][٨]
عدد الكتب السماوية
الواجب على المسلم أن يؤمن بجميع الكتب السماوية المنزلة من عند الله تعالى على رسله وأنبيائه، إلا أن الله تعالى لم يعلمنا بجميعها، فلا نعلم منها إلا القليل، وهي الكتب الذي ذكرها في القرآن الكريم، وعددها خمسة كتب وهي:[٥]
- الصحف: هي التي أنزلها الله تعالى على سيدنا إبراهيم عليه السلام.
- التوراة: هو الذي أنزله الله تعالى على سيدنا موسى عليه السلام.
- الإنجيل: هو الذي أنزله الله تعالى على سيدنا عيسى عليه السلام.
- القرآن الكريم: هو الذي أنزله الله تعالى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
- الزبور: هو الذي أنزله الله تعالى على سيدنا داوود عليه السلام.
ثمرات الإيمان بالكتب السماوية
من الثمرات التي تتحقق لدى المسلم عند الإيمان بالكتب السماوية ما يأتي:[٩]
- شكر الله تعالى وحمده على عنايته بخلقه والاهتمام بهم، حيث أنزل الكتب السماوية لهدايتهم وإرشاهم إلى الإيمان وإصلاحهم إلى كل خير.
- بيان حكمة الله تعالى أنه أنزل لكل قوم كتاباً يناسبهم ويناسب زمانهم ومكانهم وطبائعهم، وأنه ختم نزول الكتب السماوية بالقرآن الكريم الذي يناسب كافة الناس في كل زمان ومكان حتى قيام الساعة.
- إثبات صفة الكلام لله تعالى، وأن كلامه لا يشبه كلام المخلوقات.
- التحرر من الاعتقادات الباطلة والتخلص من الأفكار المنحرفة.
- السير في الطريق المستقيم، وهو طريق الحق الواضح الذي لا انحراف فيه.
مواضيع أخرى:
المراجع
- ↑ سورة النساء، آية:136
- ↑ مجموعة من المؤلفين، أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 127-128. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجر، آية:9
- ↑ حسن أبو الأشبال الزهيري، دروس الشيخ حسن أبو الأشبال، صفحة 7. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد بن إبراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 71. بتصرّف.
- ↑ سورة النحل، آية:36
- ↑ سورة المائدة، آية:48
- ↑ "الإيمان بالكتب السماوية"، إسلام ويب، 12/01/2020، اطّلع عليه بتاريخ 14/7/2021. بتصرّف.
- ↑ مجمعة من المؤلفين، الموسوعة العقدية الدرر السنية، صفحة 337. بتصرّف.