الشهادتان
الشهادتان؛ أي شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمداً رسول الله، ركنٌ من أركان الإسلام، قال -عليه الصلاة والسلام-: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ)،[١][٢] وتدلّ الشهادتان على إثبات استحقاق العبادة لله وحده، أي أنّه هو مَن يستحقّ العبادة فقط، وتدلّ أيضاً على أنّ محمداً -عليه الصلاة والسلام- عبدالله ورسوله إلى كلّ الناس.[٣]
شروط الشهادتين
شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمداً رسول الله لا تتحقّق إلّا بمجموعةٍ من الشروط الآتي بيانها:[٤]
- شروط شهادة أن لا إله إلّا الله: فلا يُحقّقها العبد إلّا بسبعة أمورٍ بيانها آتياً:
- العلم: أي العلم بحقيقة لا إله إلّا الله، فلا يُمكن تطبيق شيءٍ والعمل به إلّا بالعلم به، فلا عملٌ دون علمٍ، قال -تعالى-: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا اللَّـهُ)،[٥] وثبت في الصحيح عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن ماتَ وهو يَعْلَمُ أنَّه لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، دَخَلَ الجَنَّةَ).[٦]
- اليقين: أي الاعتقاد الجازم دون شكٍّ بأنّ الله -تعالى- وحده الإله، قال -تعالى-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا)،[٧] وقال أيضاً: (قالَت رُسُلُهُم أَفِي اللَّـهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ وَالأَرضِ).[٨]
- الصدق: أي الإيمان بالله ظاهراً وباطناً، فلا يُخالف الظاهرُ الباطنَ، أي الإيمان بالله في القلب والتزام أوامر الله، قال -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ).[٩]
- الإخلاص: ابتغاء وجه الله -تعالى- بتوحيده، والعمل سعياً لنَيْل رضى الله دون السعي لنيل الرياء أو السُمعة، قال -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ).[١٠]
- المحبة: حبّ الله -تعالى- والحرص على محبّة ما يحبّ وكراهية ما يكره، وقد وصف الله -تعالى- المؤمنين بأنّهم أشدّ الناس حبّاً له، فقال: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ).[١١]
- القبول: أي الرضا والقبول بألوهية الله دون تردّدٍ أو سخطٍ.
- الانقياد: أي طاعة الله -تعالى- برضى تامٍّ، قال -تعالى-: (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ).[١٢]
- شروط شهادة أنّ محمداً رسول الله: لا تتحقّق الشهادة بالرسول -عليه الصلاة والسلام- إلّا بأمورٍ وشروطٍ بيانها آتياً:
- العلم بالسنة النبوية: فاتّباع الرسول -عليه الصلاة والسلام- لا يكون إلّا بالعلم بسنّته، قال -عليه السلام-: (عليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ الراشدين المهديين من بعدي ، تمسَّكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذِ).[١٣]
- محبّة الرسول -عليه السلام-: أي أن تكون محبّة الرسول -عليه الصلاة والسلام- مقدمةٌ على محبّة المال والنفس والأولاد، إذ قال: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ).[١٤]
- التصديق بما أخبر به الرسول: فما أخبر به الرسول إنّا هو وحيٌ من الله يجب على العبد الإيمان به سواءً كان متعلّقاً بالماضي أو الحاضر أو المستقبل.
- طاعة الرسول: باتّباع أوامره واجتناب نواهيه، قال -تعالى-: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا).[١٥]
- عبادة الله على نهج الرسول محمد: أي أداء العبادات والطاعات كما وردت وثبتت عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- دون تحريفٍ أو تبديلٍ أو زيادةٍ أو نقصٍ.
- التصديق بأفضليّة الرسول محمد: أي التصديق بأنّ محمداً -عليه الصلاة والسلام- أفضل الأنبياء والرُسل دون التقليل من شأنهم.
- التصديق بأنّ محمداً خاتم الأنبياء والرُسل: فلا نبي ولا رسول بعده.
المراجع
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.
- ↑ محمد بن صالح العثيمين (2006/12/1)، "ما هي الشهادتان؟"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 21/4/2021. بتصرّف.
- ↑ "معنى الشهادتين"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 21/4/2021. بتصرّف.
- ↑ أبو الحسن هشام المحجوبي ووديع الراضي (16/4/2013)، "أركان الإسلام ومعنى الشهادتين"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 21/4/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة محمد، آية:19
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:26، صحيح.
- ↑ سورة الحجرات، آية:15
- ↑ سورة إبراهيم، آية:10
- ↑ سورة التوبة، آية:119
- ↑ سورة البينة ، آية:5
- ↑ سورة البقرة، آية:165
- ↑ سورة الزمر، آية:54
- ↑ رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم:28/49، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:15، صحيح.
- ↑ سورة الحشر، آية:7