الشهادتان

تتمثل الشهادتان بقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، فهذان شقّان متلازمان، لا ينفك أحدهما عن الآخر، والشق الأول يشتمل حق الله عز وجل، ويشتمل الشق الثاني حق الرسول صلى الله عليه وسلم، والشهادتين هي أصل الدين وأساسه، فهي الركن الأول من أركان الإسلام، وبنطقهما يدخل الكافر إلى الدين الإسلامي، وتجري عليه بعد نطقهما أحكام المسلمين، فهي شرط للدخول في دين الإسلام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بنيَ الإسلامُ علَى خمسٍ شهادةِ أن لا إلَه إلَّا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ وإقامِ الصلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ وصومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ).[١][٢]


شرح الشهادتين

بيان معنى الشهادتين بشقيْها، كما يأتي:[٣][٤][٥]

  • شهادة أن لا إله إلا الله: هذه الشهادة تضمنت إثبات الألوهية لله تعالى، ونفيها عما سواه، فلا معبود بحق إلا الله، فكل إلوهية غير الله هي ألوهية باطلة غير حقيقية، قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)،[٦] وتضمنت إثبات العبادة لله تعالى، ونفيها عما سواه، فالله تعالى هو وحده من يستحق العبادة، فيجب الإخلاص العبادة له سبحانه، وترك عبادة ما سواه، فجميع أنواع العبادات، كالدعاء، والخوف، والصلاة، والنذر، والذبح، وغيرها، هي لله تعالى، ولا يجوز إشراك غيره سبحانه فيها، فقد جاء في عبادة الدعاء قوله تعالى: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَلَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ).[٧]
  • شهادة أن محمداً عبد الله ورسوله: تعني هذه الشهادة الإقرار، والتصديق الجازم، أن الله تعالى أرسل محمد بن عبد الله القرشي رسولاً إلى كافة الخلق، الإنس والجن، وكلفه بتبيلغ الرسالة، والدعوة إلى عبادته، فهو خاتم الأنبياء والمرسلين، ورسالته عامة للخلق كافة، قال تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّيرَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا)،[٨] ويجب علينا أن نصدق بما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن نطيعه فيما أمر، وأن نجتنب ما نهى عنه، وأن نعبد الله تعالى بما شرع، فنلتزم شريعته، ونتّبع سنته، فقد أمر الله تعالى عباده بطاعته، قال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)،[٩] فمن يخالف أوامره فهو مستحق للعذاب، وتقتضي هذه الشهادة أيضاً الاعتقاد الجازم أن محمد هو عبد لله تعالى، فلا نرفعه لمنزلة الألوهية، أو نعتقد أنه يستحق العبادة، فهو عبد الله ورسوله، يتّبع ما أمره الله به.


آثار النطق بالشهادتين

يترتب على النطق بالشهادتين آثار عديدة، وبيانها كما يأتي:[١٠]

  • النطق بالشهادتين إخبار عن معتقد الإنسان ودينه، فيصرح المسلم أن دينه هو الإسلام من خلال نطقه بالشهادتين.
  • الشهادتان هي شعار المسلمين، التي تُميز المسلم عن غيره، ففيها عصمة نفسه، ودمه، وماله في الحياة الدنيا، والفوز والنجاة في الآخرة.
  • الشهادتان جمعت بين توحيد الله تعالى، وتوحيد الرسالة والشريعة التي جاء به نبيه محمد صلى الله وسلم، فيجب الإيمان والعمل بالاثنين.



مواضيع أخرى:

ما مقتضى الشهادتين؟

شروط نطق الشهادتين


المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2609، صحيح.
  2. "أركان الإسلام ومعنى الشهادتين"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 15/6/2021. بتصرّف.
  3. "ما هي الشهادتان؟ "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 15/6/2021. بتصرّف.
  4. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف، التوحيد للناشئة والمبتدئين، صفحة 15-18. بتصرّف.
  5. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين، الشهادتان معناهما وما تستلزمه كل منهما، صفحة 9-10. بتصرّف.
  6. سورة الحج، آية:62
  7. سورة المؤمنون، آية:117
  8. سورة الأعراف، آية:158
  9. سورة آل عمران، آية:132
  10. مجموعة من المؤلفين، كتاب التعريف بالإسلام، صفحة 338. بتصرّف.