الإيمان بالكتب
الإيمان بالكتب: هو التصديق واليقين الجازم بأن الكتب السماوية هي كلام الله تعالى ووحيه، أنزلها على رسله لتوحيد الله تعالى وعبادته، ويكون إمّا مسموعاً من وراء حجاب بدون واسطة، أو بإرسال الملك إلى رسوله فيقوم بتبليغ ما أمره الله تعالى به، كما في قوله تعالى: ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيم)[١]،[٢] والكتب السماوية ركن من أركان الإيمان الستة التي يجب على العبد الإيمان بها، فلا يصح إيمانه ولا يتحقق إلا به، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)،[٣][٤]
كيف يتحقق الإيمان بالكتب؟
يتحقق الإيمان بالكتب السماوية بعدة أمور، وبيانها كما يأتي:[٥][٦]
- الإيمان الجازم بجميع الكتب السماوية التي أنزلها الله على رسله، التي ذكرها الله في القرآن الكريم، والتي لم يذكرها.
- الاعتقاد الجازم أن جميع الكتب السماوية هي كلام الله تعالى، تكلم بها على وجه الحقيقة، بالكيفية التي أرادها.
- التصديق الجازم أن الكتب السماوية أنزلها الله تعالى لدعوة الخلق إلى عبادته وتوحيده، وجاءت مشتملة على تعاليم شريعة الله تعالى، وأصول دينه، وأوامره ونواهيه، وحقوق العباد وواجباتهم.
- الاعتقاد الجازم أن جميع الكتب السماوية تصدّق بعضها البعض، فهي لا تتناقض ولا تتعارض.
- الإيمان الجازم أن الكتب السماوية تنسخ بعضها البعض، فالكتاب المتأخر ينسخ ما تقدم عليه من الكتب، فكتاب الإنجيل الذي نزل على سيدنا عيسى عليه السلام نسخ كتاب التوراة الذي نزل على سيدنا موسى عليه السلام، وعليه فإن القرآن الكريم الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ناسخ لجميع الكتب السماوية، فهو تضمن على أحسن ما فيها وزيادة.
- الإيمان الجازم أن القرآن الكريم هو آخر الكتب السماوية نزولاً، وقد تكفل الله تعالى بحفظه وصيانته إلى يوم الدين، قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ).[٧]
- الاعتقاد الجازم أن جميع الكتب السماوية تم تحريفها وتبديلها.
ثمرات الإيمان بالكتب
يترتب على الإيمان بالكتب السماوية مجموعة من الثمرات، وبيان بعض منها كما يأتي:[٨][٩]
- إثبات صفة الكلام لله تعالى، فالكتب السماوية هي كلام الله.
- بيان حكمة الله تعالى وعنايته في خلقه أنه جعل لكل قوم كتاباً يناسب طبائعهم وأحوالهم، ومكانهم وزمانهم.
- استشعار رحمة الله تعالى في خلقه، فما أنزل الكتب إلا لهداية الناس وإرشادهم إلى طريق الحق والصواب.
- التخلص من المعتقدات الباطلة والأقوال الباطلة التي تؤثر على اعتقاد الإنسان وفكره.
- إدراك مكانة الأنبياء والرسل وفضلهم على سائر الخلق، باختصاص الله تعالى لهم بإنزال الكتب عليهم.
- تثبيت قلب النبي صلى عليه وسلم ومن كان معه من المؤمنين، ومن سار على هديه من المسلمين إلى يومنا هذا، بأن طريقهم هو طريق الحق.
مواضيع أخرى:
المراجع
- ↑ سورة الشورى، آية:51
- ↑ "معنى الإيمان بالكتب"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 21/4/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:136
- ↑ محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 167. بتصرّف.
- ↑ "الإيمان بالكتب السماوية"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 23/6/2021. بتصرّف.
- ↑ "كيفية الإيمان بالكتب"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/6/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجر، آية:9
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة العقدية الدرر السنية، صفحة 337. بتصرّف.
- ↑ "ثمرات الإيمان بالكتب السماوية"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 23/6/2021. بتصرّف.