هل يجوز صيام الست قبل القضاء؟

أجاز جمهور أهل العلم من فقهاء الحنفية، والشافعية، والمالكية صيام الست من شوال قبل صيام القضاء، مع الكراهة عند الشافعية والمالكية، وبلا كراهة عند الحنفية؛ وذلك لأن وقت صيام قضاء الأيام التي أُفطرت في رمضان موسعاً يصام على التراخي يمتد وقته حتى رمضان الذي بعده، فلا يجب صيامه على الفور، خلافاً للست من شوال، فوقته مضيّق، يصام في شهر شوال، وقد يفوت ويفوت فضله، وإن كان الأولى والأفضل تقديم صيام القضاء على صيام الستّ من شوال.[١][٢]


ويرى بعض فقهاء الشافعية جواز صيام الست قبل القضاء في حال كان الإفطار في رمضان لعذرٍ شرعيٍ؛ كالحيض والسفر والمرض، ونحوهم، وأما إن كان الإفطار دون عذرٍ شرعيّ، فيجب صيام القضاء قبل صيام الستّ، مع صحة الصيام إن قدّم الستّ على القضاء،[٣] وذهب الحنابلة إلى عدم جواز تقديم صيام الستّ على صيام القضاء، فيجب أولاً صيام القضاء ثم صيام الستّ؛ لأن صيام القضاء واجبٌ يجب قضاؤه أولاً.[١][٢]


بعض أحكام صيام الست من شوال


سنية صيام الست من شوال

يستحب صيام الستّ من شوال؛ إذ إنه من قبيل صيام التطوع التي وردت النصوص الشرعية بالحث عليه والندب إليه، فهو داخل في عموم فضل الصيام وثوابه، كما ورد في صيام الست من شوال فضلٌ عظيم وأجرٌ كبير، فقد صحّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ).[٤][٥]


وقت البدء بصيام الست من شوال

يبدأ وقت صيام الست من شوال في اليوم الثاني من شهر شوال، إذ إن أول يوم من أيام شهر شوال هو يوم عيد الفطر، ويحرم صيامه بإجماع أهل العلم؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن صيامه، فقال: (نَهَى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن صَوْمِ يَومِ الفِطْرِ والنَّحْرِ)،[٦]وينتهي بانتهاء شهر شوال، ويفضل المبادرة والمسارعة في صيامه بعد رمضان مباشرة.[٧][٨]


التتابع في صيام الست من شوال

يشرع للمسلم أن يصوم الست من شوال متتابعة؛ أي ستة أيام متوالية، وله أيضاً أن يصومها متفرقة موزّعة في الشهر، فهو بالخيار في صومها متتابعة أو متفرقة، ويحصل المسلم على فضيلة وأجر صيامهم في الحالتين.[٨]


الجمع بين نية صيام الست من شوال ونية صيام القضاء

ذهب أهل العلم إلى عدم جواز الجمع بين صيام الست من شوال وصيام القضاء بنيةٍ واحدةٍ، لأن كلاً منهما عبادة مقصودة مستقلة بذاتها، فالنية في القضاء تحتاج إلى تبييتها من الليل لأنه صيام فرض كصيام رمضان، بخلاف نية التطوع فلا يشترط تبييتها من الليل، حيث يصح إيقاعها في الصباح، وبناء على ذلك فلا يصح الجمع في النية بين النفل والواجب، ويجب الفصل في صيامهم، فيؤدي القضاء بنية مستقلة دون أن ينوي معها الست من شوال.[٩]


المراجع

  1. ^ أ ب عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 19-20. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "لا حرج في صيام التطوع لمن عليه قضاء من رمضان"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 6/12/2022. بتصرّف.
  3. "حكم تقديم صيام الستة من شوال على القضاء"، الإفتاء الأردني، اطّلع عليه بتاريخ 6/12/2022. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم:1164، حديث صحيح.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 91. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1991، حديث صحيح.
  7. "متى يبدأ المسلم بصيام ستة أيام من شوال"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 6/12/2022. بتصرّف.
  8. ^ أ ب سامي بن محمد الصقير، أحكام صيام الست من شوال، صفحة 30. بتصرّف.
  9. أسامة سليمان، التعليق على العدة شرح العمدة، صفحة 16. بتصرّف.