هل يجب صيام العشر من ذي الحجة كاملة؟

يستحب صيام العشر من ذي الحجة باتفاق أهل العلم؛ إذ إن الصيام من جملة الأعمال الصالحة التي يترتب عليها الأجور العظيمة، خاصة في الأيام العشر من ذي الحجة؛ إذ إنها أحب الأيام إلى الله -تعالى-، والعمل الصالح فيها أفضل من غيرها من الأوقات،[١]ولا يجب صيام العشر من ذي الحجة كاملة؛ حيث إنه يسنّ صيامها كاملة أو صيام أيام منها، بقدر المستطاع، فإن صام الأيام التسع كاملة، أو صام بعضاً منها وترك بعضاً؛ حصّل ثواب وأجر الأيام التي صامها، فلا يشترط صيامها مجتمعة وكاملة لتحصيل الثواب.[٢]


ومما يدل على فضل العمل الصالح في هذه الأيام، ومنه الصيام قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذه، قالوا: ولا الجِهادُ؟ قالَ: ولا الجِهادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه ومالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ)،[٣] ويتأكد صيام يوم عرفة وهو اليوم التاسع؛ لِما من صيامه فضيلة مخصوصة وزيادة في الأجر؛ حيث إن صيامه سبب لتكفير ذنوب السنة التي قبله والسنة التي بعده، جاء في الحديث: (قالَ: وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ، فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ).[٤][٥]


ومن الجدير بالذكر أن أيام العشر من ذي الحجة التي يستحب صيامها هي تسعة أيام تبدأ من الأول من شهر ذي الحجة إلى اليوم التاسع منه، حيث إن اليوم العاشر من ذي الحجة هو يوم العيد ويحرم صيامه، وقد أُطلق عليها العشر من باب التغليب.[٦]


مسائلٌ متعلقةٌ بصيام العشر من ذي الحجة


حكم صيام العشر لمن كان عليه قضاء

يعد صيام أيام ذي الحجة نوعاً من أنواع صيام التطوع، وقد تعددت آراء أهل العلم في حكم صيام التطوع ومنها صيام ذي الحجة قبل أن يقضي أيام رمضان إن كان قد أفطر في رمضان وعليه قضاء، فذهب الحنفية والمالكية والشافعية بجواز صيام التطوع قبل صيام قضاء رمضان إن كان هناك وقت متسع لصيام القضاء، وعند المالكية والشافعية بالجواز مع الكراهة، وذهب الحنابلة إلى عدم جواز صيام التطوع قبل القضاء، فلا بدّ أن يصوم القضاء أولاً، ويقدّمه على صيام التطوع.[٧][٨]


حكم صيام القضاء في الأيام العشر

يجوز للمسلم أن يقضي ما أفطره من رمضان في أيام التسع من ذي الحجة بنية القضاء، مع رجاء حصول زيادة في الأجر والثواب لإيقاع عبادة الصيام في هذه الأيام المباركة، من غير أن يشرك في نية صيام القضاء وصيام تطوع ذي الحجة؛ حيث إنه لا يجوز ذلك، فكل منهما عبادة مستقلة عن الأخرى، مقصودة لذاتها، فلا يجوز إشراك النية فيهما.[٩]


النية في صيام العشر

ذهب جمهور الفقهاء بعدم اشتراط تبييت النية من الليل في صيام التطوع؛ ومن ذلك صيام العشر من ذي الحجة، حيث يصح إيقاعها في النهار سواء قبل الزوال، أو بعده على خلاف بين أهل العلم، بشرط ألا يأتي بما ينافي ويفسد الصيام كالمفطرات من أكل وشرب ونحو ذلك، كما لا يشترط تعيين نوع الصيام وجنسه، فيصح صوم التطوع بمطلق النية.[١٠]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 91. بتصرّف.
  2. "هل يشترط لتحصيل الثواب صيام عشر ذي الحجة مجتمعة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 5/12/2022. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:969، حديث صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:1162، حديث صحيح.
  5. عبد الكريم الخضير، شرح بلوغ المرام، صفحة 9. بتصرّف.
  6. "هل يستحب صيام عشر ذي الحجة بما فيها يوم العيد؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 5/12/2022. بتصرّف.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسعة الفقهية الكويتية، صفحة 100. بتصرّف.
  8. "جواز صوم التطوع لمن عليه قضاء"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 5/12/2022. بتصرّف.
  9. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 17766. بتصرّف.
  10. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 428-430. بتصرّف.