ما هو الاستمناء؟

الاستمناء لغة: هو مصدر من الفعل استمنى، وهو إخراج المني من الفرج، أما الاستمناء اصطلاحاً: هو تعمّد إخراج المني من غير جماع، ويُطلق عليه الناس "العادة السرية[١] وقد ذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى القول بحرمة الإستمناء وذلك لقول الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)،[٢] حيث إن الاستمناء يؤدي إلى استنزاف قوة الجسد، واختلال الحالة النفسية التي ينجم عنها عدة أمراض كالاكتئاب، لذا فقد عَمدت الشريعة الإسلامية إلى الحثِّ على إشباع الشهوة والرغبة الجنسية عن طريق الزواج؛ لما في ذلك من العفة والستر والطمأنينة والبعد عن الحرام، وقد دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ).[٣][٤][١]


هل الاستمناء يبطل الصيام ؟

اتفق جمهور العلماء على أن الاستمناء سواء كان باليد أو بالنظر يعتبر مبطلاً للصيام إذا كان فاعله متعمداً وعالماً بتحريمه وقد أنزل ويلزمه التوبة وقضاء ذلك اليوم، حيث قال الإمام النووي -رحمه الله-: "إذا اسمتنى بيده وهو استخراج المني فقط أفطر عندنا بلا خلاف"، أما إذا كان فاعل الاستمناء جاهلاً بحرمته فلا يبطل صيامه ولا يلزمه شيء، أما إذا كان الاستمناء بالتفكّر والتخيّل فالراجح من قول العلماء أنه لا يبطل الصيام، وذلك لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتي ما حَدَّثَتْ به أَنْفُسَهَا، ما لَمْ يَتَكَلَّمُوا، أَوْ يَعْمَلُوا بهِ).[٥][٦]


من مبطلات الصيام

هناك العديد من مبطلات الصيام، نذكر منها الآتي:[٧]

  • القيء عمداً: مَن تعمد إخراج ما في معدته وهو صائم فقد أفطر، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَنْ ذَرَعَهُ القَيْءُ فليس عليه قضاءٌ ، ومَنِ استقاءَ فَلْيَقْضِ)،[٨] ومعنى استقاء هنا أخرج ما في معدته عمداً ويكون بوضع إصبعه فيه، أو بالضغط على بطنه، أو تعمّد استنشاق روائح كريهة، أو مداومة النظر إلى شيء معين جعله يتقيأ.
  • الحجامة: هي من وسائل الطب القديم وتعني إخراج الدم من الجسم بواسطة أكواب ساخنة توضع على أجزاء معينة من الجسم لسحب الألم وإخراج الدم الفاسد وزيادة نشاط الجسم، وتعتبر الحجامة من المفطرات لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَفْطَرَ الحاجِمُ والمحجومُ)،[٩] ويدخل في معنى الحجامة التبرع بالدم لأن التبرع بالدم له تأثير على الجسم كالحجامة.
  • الحيض: وهو خروج الدم من أقصى رحم المرأة في سن البلوغ من غير علة، بل تقتضيه الطبيعة البشرية، والدليل على أن الحيض يفسد الصيام قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَليسَ إذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ ولَمْ تَصُمْ)، [١٠] فمَن حاضت وهي صائمة حتى لو كان ذلك قبل آذان المغرب بلحظة فقد بطل صيامها وعليها القضاء، والأفضل للمرأة أن لا تلجأ لأخذ عقاقير لتأخير أو لمنع نزول دم الحيض بل ترضى بحكمة الله -تعالى- وتبقى على الطبيعة التي خلقها الله -تعالى- عليها، ولِما في ذلك من تأثير سلبي على صحة المرأة.


المراجع

  1. ^ أ ب عبدالله الطيار، عبد الله المطلق، محمد الموسى، الفقه الميسر، صفحة 127-128. بتصرّف.
  2. سورة المؤمنون، آية:5-7
  3. رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن عبدالله بن سمعود ، الصفحة أو الرقم:1400، صحيح.
  4. "حكم العادة السرية"، إسلام ويب، 14-5-2014، اطّلع عليه بتاريخ 3-11-2021. بتصرّف.
  5. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:127، صحيح.
  6. "حكم الاستمناء للصائم"، اسلام اون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 3-11-2021. بتصرّف.
  7. "مفسدات الصيام"، الإسلام سؤال وجواب، 17-11-2002، اطّلع عليه بتاريخ 3-11-2021. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في صحيح ابن خزيمة ، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1961 ، صحيح .
  9. رواه أحمد ، في مسائل أحمد لأبي داود، عن ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، الصفحة أو الرقم:311، صحيح.
  10. رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1951، صحيح .