مبطلات الصيام عند الرجل

يبطل الصيام عند الرجل بفعل إحدى هذه الأمور، وهي:[١][٢]


الجماع

يعد الجماع من أعظم مبطلات الصيام وأكبرها إثماً، فإن الرجل إذا جامع امرأته في نهار رمضان أو في الصوم الواجب، متعمداً مختاراً، بطل صومه وفسد، سواء أنزل منياً أم لم يَنزل، ويجب عليه التوبة، وإكمال صومه، وقضاء اليوم، ودفع الكفارة المغلظة؛ لفُحش فعله،[٣] فجماع الرجل وهو صائم حرام ومفسد للصيام، دلّ على ذلك الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري في صحيحه: (جَاءَ رَجُلٌ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: هَلَكْتُ! قَالَ: وما شَأْنُكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي في رَمَضَانَ، قَالَ: تَسْتَطِيعُ تُعْتِقُ رَقَبَةً؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ قَالَ: لَا...).[٤]


إنزال المني

وهو تعمّد الرجل إنزال المني أثناء صومه بأي وسيلة كانت؛ باليد أو نحوها، أو بتقبيلٍ، أو لمسٍ، أو بتكرير النظر بقصد التلذذ والإنزال، أو غير ذلك من الأسباب؛ دل على ذلك ما جاء الحديث القدسي، حيث قال الله -تعالى-: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، إلى سَبْع مِائَة ضِعْفٍ، قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إلَّا الصَّوْمَ؛ فإنَّه لي، وَأَنَا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِن أَجْلِي)،[٥] فإن تعمّد الرجل الإنزال في نهار رمضان أو في الصيام الواجب وجب عليه أن يتوب إلى الله، وأن يُمسك بقية يومه، وأن يقضيه بعد ذلك، وأما إن لم ينزل؛ كأن قبّل امرأته دون أن ينزل المني؛ فعليه التوبة وصيامه صحيح، وليس عليه قضاء لعدم الإنزال.


الأكل أو الشرب

وهو إيصال الطعام أو الشراب إلى الجوف سواء كان عن طريق الفم أو عن طريق الأنف، أيًّا كان نوع المطعوم، وكذلك ما كان بمعنى الأكل أو الشرب، مثل الإبر المغذية التي يستغنى بها عن الأكل والشرب، فأما غير المغذية فلا تفطر، فإن أكل الرجل أو شرب ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس متعمداً فقد فسد صومه، قال -تعالى-: (وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ).[٦][٧]


التقيؤ عمداً

وهو إخراج ما في المعدة من طعام أو شراب عن قصد، كوضع أصبعه في فمه، أو عصر بطنه، أو تعمد شمّ رائحة كريهة، أو داوم النظر إلى ما يتقيأ منه، فإذا تقيأ الرجل عمداً وهو صائم فسد صومه، وعليه القضاء، وأما إن غلبه القيء دون اختياره فليس عليه شيء، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَن ذرعَهُ قَيءٌ وَهوَ صائمٌ، فلَيسَ علَيهِ قضاءٌ، وإن استَقاءَ فليقضِ).[٨]


الحجامة

وهي إخراج الدم من الجسم بسبب جرح ظاهر الجلد، وهي مما تضعف الجسم وتؤثر عليه في حال صيامه، حيث قال الحنابلة خلافاً للجمهور أن الحجامة تفسد الصيام، أما الحنفية والمالكية والشافعية قالوا أن الحجامة ليست من المفطرات، وإنما تكره عموماً أن يفعلها المسلم وهو صائم، وأما إخراج الدم اليسير بقلع السن أو شق الجرح أو تحليل الدم ونحو ذلك، فلا يفطر لأنه ليس بحجامة ولا بمعناها.


المراجع

  1. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 52-57. بتصرّف.
  2. سعيد بن وهف القحطاني، الصيام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 168-197. بتصرّف.
  3. ابن عثيمين، 48 سؤالاً في الصيام، صفحة 8. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6709، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1151، صحيح.
  6. سورة البقرة، آية:187
  7. "ما هي مفسدات الصيام؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 7/8/2022. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2380، صحيح.