لا يشترط لصيام يوم عاشوراء شروط إضافية تختص به، فشروط صيام عاشوراء هي ذاتها شروط الصيام بأنواعه؛ الإسلام، والبلوغ، والعقل، والقدرة على الصيام؛ بأن يكون المسلم صحيحاً سليماً يطيق الصيام ويتحمّله، مع الخلو من موانع الصيام؛ بأن تكون المسلمة طاهرة من الحيض والنفاس.[١]


مسائلٌ متعلقة بصيام عاشوراء


التعريف بيوم عاشوراء

يعد صيام يوم عاشوراء نوعاً من أنواع صيام التطوع، الذي جاءت الشريعة الإسلامية بالترغيب فيه والحث عليه، ويم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرّم، وهو أحد الأشهر الحرم؛ التي خصّها الله -تعالى- وميّزها على باقي الأشهر، فعظّم فيها الذنب والعمل الصالح، بأن جعل فيه ارتكاب الذنب أشد إثماً، وفعل العمل الصالح أعظم أجراً،[٢] وقد جاء في الحديث الذي يرويه ابن عباس -رضي الله عنه- عن صيام عاشوراء: (أمرَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بِصَومِ عاشوراءُ ، يومُ العاشِرِ)،[٣] وجاء في الحديث الصحيح عن شهر محرّم: (أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ).[٤][٥]


حكم صيام يوم عاشوراء وفضله

يندب صيام يوم عاشوراء باتفاق الفقهاء؛ اقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث جاء في الحديث الصحيح الذي رواه ابن عباس -رضي الله عنه-: (قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عاشُوراءَ، فَقالَ: ما هذا؟ قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ؛ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قالَ: فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ).[٦][٧]


وقد ثبت في فضل صيامه أنه يكفّر ذنوب السنة السابقة، فيغفر الله ذنوب السنة الماضية للمسلم إن صامه، وقد ثبت ذلك بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وَسُئِلَ عن صَوْمِ يَومِ عَاشُورَاءَ، فَقالَ: يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ)،[٨][٩] ولا بد من الإشارة إلى أن التكفير والمغفرة يشمل صغائر الذنوب دون الكبائر، حيث إن الكبائر تحتاج إلى توبة خاصة لتكفيرها.


الحكمة من استحباب صيام يوم عاشوراء

تكمن الحكمة في صيام يوم عاشوراء أن الله -عزّ وجلّ- قد نجى نبيه موسى -عليه السلام- ومن آمن معه من بني إسرائيل في هذا اليوم من فرعون وظلمه، وأهلك فرعون ومن معه من جنوده وقومه بإغراقهم في البحر، فأخبر -صلى الله عليه وسلم- كما في الحديث الذي ذكر سابقاً أنه أحقّ بموسى -عليه السلام- من اليهود، وأحق أن يشكر الله -تعالى- على نجاته، فصامه وأمر بصيامه، فالمسلمون أحق بحبّ موسى -عليه السلام- وأولى بموافقته من اليهود.[١٠][١١]


حكم إفراد يوم عاشوراء بالصيام

يجوز للمسلم أن يصوم يوم عاشوراء منفرداً، فلم يرد دليل فيه نهيٌ عن صيامه منفرداً، إلا أنه قد جاء الاستحباب والندب أن يصوم المسلم معه يوم قبله أو بعده، أو يصومهما معاً، موافقة لقوله -صلى الله عليه وسلم-، للحديث المروي عن ابن عباس -رضي الله عنه-: (...فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فَإِذَا كانَ العَامُ المُقْبِلُ -إنْ شَاءَ اللَّهُ- صُمْنَا اليومَ التَّاسِعَ، قالَ: فَلَمْ يَأْتِ العَامُ المُقْبِلُ حتَّى تُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ)،[١٢][١٣]


حيث نوى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يصوم التاسع معه في العام المقبل، فالأكمل والأفضل أن يرافقه صيام التاسع أو الحادي عشر، أو كلاهما، لمزيد من الأجر والثواب، وللاتباع بالنبي -عليه الصلاة والسلام، وقد نصّ أهل العلم على أنه إن اقتصر المسلم على صيام عاشوراء حصل على أجر صيامه وفضله الذي ورد في حديث رسول الله -عليه الصلاة والسلام-.[١٣]


حكم صيام عاشوراء إن وافق يومَ سبت أو جمعة

يجوز صيام يوم السبت أو الجمعة إن وافقهما عاشوراء، حيث ورد النهي عن إفراد يوم الجمعة أو السبت بالصيام في حال الصيام المطلق، أما إن كان وافقا صيام أيام مشروعة؛ كعاشوراء، وعرفة، وأيام البيض، أو كانت له عادة؛ كإفطار يوم وصيام يوم، فصادف يوم الجمعة أو السبت يوم صومه، أو كان صيامه فريضة؛ كالقضاء، فلا بأس بذلك.[١٤]


مراتب صيام يوم عاشوراء

إن صيام عاشوراء يكون على أربعة مراتب من حيث الأفضلية، وهذه المراتب هي:[١٥]

  • المرتبة الأولى: أن يصوم المسلم ثلاثة أيام؛ التاسع والعاشر والحادي عشر من محرم، وهذه هي أعلى المراتب وأفضلها.
  • المرتبة الثانية: أن يصوم المسلم يومين؛ التاسع والعاشر من محرم.
  • المرتبة الثالثة: أن يصوم المسلم يومين؛ العاشر والحادي عشر من محرم.
  • المرتبة الرابعة: أن يصوم المسلم يوم عاشوراء وحده.



المراجع

  1. سعيد بن وهف القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 92-82. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 51. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في صحيح ابلترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:755 ، صحيح.
  4. رواه مسلم، في صحي مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:1163، صحيح.
  5. سعيد بن وهف القحطاني، الصيام في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 358. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2004، صحيح.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 89. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:1162، صحيح.
  9. "صوم عاشوراء.. ثوابه.. وحكمه"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2/10/2022. بتصرّف.
  10. "فضل صيام عاشوراء"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2/10/2022. بتصرّف.
  11. " الموسوعة الحديثية شروح الأحاديث"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2/10/2022. بتصرّف.
  12. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1134، صحيح.
  13. ^ أ ب "يجوز صيام يوم عاشوراء منفردا"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 29/10/2022. بتصرّف.
  14. "الصيام المكروه"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 29/10/2022. بتصرّف.
  15. ابن عثيمين، لقاء الباب المفتوح، صفحة 13. بتصرّف.