ما هي أشهر الحج؟

اتفق الفقهاء على أن أشهر الحج هي ثلاثة أشهر؛ شهر شوال، وشهر ذي القعدة، وشهر ذي الحجة، حيث قال تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ)،[١] إلا أنهم في اختلفوا بعض الجزئيات، وبيان ذلك كما يلي:[٢][٣]

  • الجمهور: قال الحنفية والشافعية والحنابلة أن أشهر الحج هي كامل شهري شوال وذي القعدة، والأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، دون دخول شهر ذي الحجة كله، حيث قال الحنفية والحنابلة أن أشهر الحج تبدأ من أول شهر شوال وتنتهي بنهاية اليوم العاشر من ذي الحجة، فيوم النحر داخل فيها، خلافاً للشافعية الذين قالوا أن يوم النحر ليس من أشهر الحج، حيث تبدأ من أول شهر شوال، وتنتهي عند طلوع فجر اليوم العاشر من ذي الحجة.
  • المالكية: قالوا أن أشهر الحج هي كامل الأشهر الثلاثة، فتبدأ من أول شهر شوال، وتنتهي في آخر يوم من شهر ذي الحجة.

ومما ينبغي الإشارة إليه أن الله تعالى جعل لكل عبادة من العبادات زمناً معيناً لأدائها، وهذه الأشهر الثلاثة هي الميقات الزماني لعبادة الحج.


هل يصح الإحرام للحج قبل بداية أشهره؟

اتفق فقهاء المذاهب الأربعة على أنه لا يصحّ أداء أي عمل من أعمال الحج قبل بداية أشهر الحج، كأن يطوف مثلاً قبل بداية شهر شوال، وتعددت آراؤهم في صحة الإحرام؛ هل يصح أن يحرم المسلم ويعقد نية الحج قبل بداية أشهر الحج؟ وبيان آرائهم كما يلي:[٤]

  • الجمهور: ذهب الحنفية والمالكية والحنابلة إلى صحة الإحرام بالحج قبل أشهر الحج، مع انعقاد الحج صحيحاً، لكن مع الكراهة؛ فالإحرام في أشهر الحج أكمل من الأشهر الأخرى.
  • الشافعية: ذهب الشافعية إلى القول بعدم صحة الإحرام قبل أشهر الحج، فإذا أحرم قبلها لم ينعقد إحرامه للحج، وانعقد للعمرة.


هل يجوز الاعتمار في أشهر الحج؟

يجوز أداء العمرة في أي وقت من أوقات السنة، فليس لها زمن معين لأدائها، كعبادة الحج، ومن ذلك أداؤها في أشهر الحج، وذهب بعض أهل العلم إلى استحباب أدائها في أشهر الحج؛ حتى إن بعضهم قد تردد في أفضلية أداء العمرة في أشهر الحج أو أدائها في شهر رمضان؛ وسبب ذلك؛ اقتداء وامتثالاً لفعله صلى الله عليه وسلم، فقد قام بأداء ثلاث عُمَر في شهر ذي القعدة؛ عمرة الحديبية؛ التي مُنِع من أدائها من قِبل قريش، وعمرة القضاء، وكانت في السنة التي تليها، وعمرة الجعرانة، وكانت في السنة التي تليها أيضاً، إضافة إلى عمرته التي قرنها مع حجته، في السنة العاشرة للهجرة، فهذا يبيّن أن أداءها في أشهر الحج كانت مؤكدة في عهده صلى الله عليه وسلم، ودليل ذلك كله قوله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: (هذِه عُمْرَةٌ اسْتَمْتَعْنَا بهَا، فمَن لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ الهَدْيُ فَلْيَحِلَّ الحِلَّ كُلَّهُ، فإنَّ العُمْرَةَ قدْ دَخَلَتْ في الحَجِّ إلى يَومِ القِيَامَةِ)،[٥] فهذا الحديث واضح في جواز أداء العمرة في أشهر الحج.[٦]


المراجع

  1. سورة البقرة، آية:197
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 49. بتصرّف.
  3. "المقصود بأشهر الحج"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 17/11/2021. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 143. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1241، صحيح.
  6. ابن عثيمين، لقاء الباب المفتوح، صفحة 18. بتصرّف.