ما هو الحج الأصغر؟

يقصد بالحج الأصغر العمرة، حيث كان الناس في زمن الجاهلية يسمون العمرة بالحج الأصغر وبقومون بأدائها في شهر رجب، وقد سميت العمرة بالحج الأصغر؛ لمشابهتها بفريضة الحج وأعماله، إلا أن أعمالها أقل من أعمال الحج، ولذلك قيل لها الحج الأصغر، حيث يطلق الحج الأكبر على فريضة الحج، فهو أكبر من العمرة بأعماله ومناسكه، ففيه يوم عرفة ويوم النحر، وما فيهما من أعمال، كالوقوف بعرفة والرمي والطواف، ونحوه.[١][٢]

بعض الأحكام المتعلقة بالعمرة

حكم العمرة

تعددت آراء الفقهاء في حكم العمرة بين وجوبها وسنيتها، وبيان آرائهم كما يأتي:[٣]

  • ذهب الحنفية والمالكية إلى أن العمرة سنة مؤكدة مرة واحدة في العمرة، لقول الله تعالى: (وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)،[٤] فالله عز وجل ذكر وجوب الحج وفرضيته واقتصر عليه، دون أن يذكر العمرة.
  • ذهب الشافعية والحنابلة إلى أن العمرة واجبة مرة واحدة في العمر، لقول الله تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّـهِ)،[٥] أي أدوا العمرة والحج تامتين، والأمر هنا يفيد الوجوب، ومما يؤكد وجوبها عطفها على الحج، إذ إن الحج واجب وفريضة بالإجماع.


وقت العمرة

يجوز أداء العمرة في أي وقت من أوقات السنة، فليس لها وقت محدد لأدائها كالحج، وهو ما يعرف بالميقات الزماني للعمرة، حيث إنه لم يرد دليل يعيّن ويخصص وقتاً أو شهراً من السنة لأدائها، ويجوز تكرار العمرة في السنة أكثر من مرة كذلك، وهذا باتفاق فقهاء المذاهب الأربعة.[٦]


أركان العمرة

تختلف أركان العمرة باختلاف المذاهب الأربعة، وفيما يأتي بيان ذلك:[٧]

  • الحنفية: ذهب الحنفية إلى أن للعمرة ركن واحد، وهو الطواف.
  • المالكية والحنابلة: ذهب المالكية والحنابلة إلى أن للعمرة ثلاثة أركان، وهي: الإحرام والطواف والسعي.
  • الشافعية: ذهب الشافعية إلى أن للعمرة خمسة أركان، وهي: الإحرام والطواف والسعي والحلق أو التقصير والترتيب بين هذه الأركان.


فضل العمرة

تعد العمرة من أفضل الأعمال وأجل العبادات وأرفع الطاعات عند الله سبحانه وتعالى، حيث رغب النبي صلى الله عليه وسلم وحثّ على أدائها في أحاديثه الشريفة، فهي سبب لتكفير الذنوب والخطايا، ورفع الدرجات، والحصول على عظيم الأجر والفضل من الله تبارك وتعالى، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا)،[٨] وأداء العمرة تعد سبباً لإبعاد الفقر والذنوب عن المسلم، فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن المتابعة بين العمرة والحج سبب لنفيهما عنه، فقال: (تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ ، فإنَّهما ينفِيانِ الفقرَ والذُّنوبَ ، كما ينفي الْكيرُ خبثَ الحديدِ والذَّهبِ والفضَّةِ)،[٩] كما أن أداء العمرة في شهر رمضان المبارك لها مزيداٌ من الفضل والأجر، فهي تعادل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال: (فإنَّ عُمْرَةً في رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً -أوْ حَجَّةً مَعِي-).[١٠][١١]


المراجع

  1. الإمام الطبري، تفسير الطبري، صفحة 339. بتصرّف.
  2. جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، صفحة 391. بتصرّف.
  3. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2075. بتصرّف.
  4. سورة آل عمران، آية:97
  5. سورة البقرة، آية:196
  6. "الفصل الثَّالِثُ: حُكْمُ الحَجِّ والفَوْر والتَّراخي فيه، وحكم جاحده، وحُكْمُ العُمْرَة وتَكرارِها"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2021. بتصرّف.
  7. عبد الله الطيار، الفقه الميسر، صفحة 15. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1773، صحيح.
  9. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2630، حسن صحيح.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1863، صحيح.
  11. "الفصلُ الأوَّل: تعريفُ الحجِّ والعُمْرَة وفَضْلُهما"، الدرر السنية الموسوعة الفقهية، اطّلع عليه بتاريخ 30/8/2021. بتصرّف.