تعريف الإيمان لغةً واصطلاحاً

الإيمان لغةً

الإيمان في اللغة مصدرٌ من الفعل: آمَنَ، وهو في الأصل من الأَمْن ضد الخوف، فيُقال: آمَنَ فلانٌ العدو يؤمِنُهُ إيماناً؛ أي أنّه جُعل في مأمنٍ ممّا يخاف ويحذر، إلّا أنّ غالب المقصود من الإيمان التصديق ضد التكذيب، فيُقال: آمَنَ بالشيء؛ أي أنّه صدّق به، وآمَنَ لفلانٍ؛ أي أنّه صدّقه فيما يقول، وقد ورد ذكر الإيمان بمعنى التصديق في عدّة آياتٍ قرآنيةٍ، منها: قول الله -تعالى-: (وَما أَنتَ بِمُؤمِنٍ لَنا وَلَو كُنّا صادِقينَ)،[١] وقوله أيضاً: (وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ).[٢][٣][٤]


الإيمان اصطلاحاً

عُرّف الإيمان في الشَّرع بعدّة تعريفاتٍ وجميعها صحيحةٌ بيانها وذكرها آتياً:[٣]

  • الإيمان هو: تصديق الرسول -عليه الصلاة والسلام- بما أخبر به من عند الله -تعالى- خضوعاً وقبولاً بما أتى به.
  • الإيمان هو: الاعتقاد بالقلب والقول باللسان والعمل بالجوارح، ويُراد بالاعتقاد: التصديق والإيمان بالله وملائكته وكُتبه ورُسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه، أمّا قول اللسان فيُراد به: النُطق بالشهادتَين، والعمل بالجوارح يعني: اتّباع الأوامر واجتناب النواهي.
  • الإيمان هو: التصديق بالقلب واللسان فقط.


أصول الإيمان

الإيمان واجبٌ وفرضٌ من أعظم الواجبات والفروض، ولا يُعتبر التصديق بأركانه إلّا بالنطق والتلفّظ بالشهادتَين، ولا بدّ من النطق بهما، كما أنّ الإيمان شرطٌ من شروط قبول الأعمال فلا تصحّ دونه،[٥] وأصول الإيمان هي أركانه التي يقوم عليها، ولا يتحقّق إلّا بها وهي: الإيمان بالله وملائكته وكُتبه ورُسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه، مع الإشارة إلى أنّه لا بدّ من الإيمان بها جميعاً؛ إذ إنّها مترابطةٌ متلازمةٌ لا ينفكّ أحدها عن الآخر، فالإيمان بأحدها يستلزم الإيمان بها كلّها ليكون العبد مؤمناً إيماناً حقيقياً صحيحاً، ولذلك فيجب على كلّ مسلمٍ تعظيم أركان الإيمان والعناية والاهتمام بها علماً وتعلّماً وتحقيقاً، وقد ثبتت في العديد من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية بيان البعض منها آتياً:[٦]

  • قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا).[٧]
  • قال -تعالى-: (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ).[٨]
  • قال -تعالى-: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ).[٩]
  • قال -تعالى-: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)،[١٠] فالآية تدلّ على ركن الإيمان بالقضاء والقدر.
  • أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال مبيّناً حقيقة الإيمان: (أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ).[١١]


المراجع

  1. سورة يوسف، آية:17
  2. سورة الدخان، آية:21
  3. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 315-314. بتصرّف.
  4. "تعريف ومعنى إيمان في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 20/4/2021. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 316. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 7-8. بتصرّف.
  7. سورة النساء، آية:136
  8. سورة البقرة، آية:177
  9. سورة البقرة، آية:285
  10. سورة القمر، آية:49
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.