تعريف الإيمان

يأتي معنى الإيمان في اللغة: على أنّه مطلق التصديق، وفي الاصطلاحِ الشرعي: فهو التصديق والإقرار الجازم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيرِه وشرّه، وهذه هي أركان الإيمان الستة، التي يجب على العبد المسلم الإيمان بجميعها وبكل ما يتعلق بها، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عندما سأله جبريل عليه السلام عن الإيمان، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم: (أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكُتُبِهِ، ورُسُلِهِ، والْيَومِ الآخِرِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِهِ وشَرِّهِ)،[١] ويشتمل الإيمان على ثلاثة أمور؛ اعتقاد القلب، كالنية والإخلاص والانقياد والمحبة، ونحو ذلك، وإقرار باللّسان، كالنطق بالشهادتين والإقرار بلوازمهما، وعمل بالجوارح، كالصلاة والصيام والحج، ونحو ذلك من العبادات.[٢][٣]


كمال الإيمان

إنّ كمال الإيمان يتلخّص بفعل ما أمر الله تعالى به ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وترك ما نهى الله تعالى عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم، مع تمام وكمال المحبة للهِ ولرسولهِ، وهذا يستلزم أن يكون حبه وبغضه لله، فيحب ويبغض لله، ويعطي ويمنع لله تعالى، ويقول ويعمل لله تعالى، وبذلك يكون قد كَمُل إيمانه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن أحبَّ للهِ، وأبغَضَ للهِ، وأَعْطَى للهِ، ومنَعَ للهِ، فقد استَكْمَلَ الإيمانَ)،[٤] وكمال الإيمان يكون على مرتبتين، وهما:[٥][٦][٧]

  • كمال الإيمان الواجب: ويتحقق بفعل الواجبات المأمور بها شرعاً، وترك المحرمات المنهي عنها شرعاً، وينقص إيمان العبد إن ترك واجباً أو فعل محرماً، إلا إنه لا يزول بالكلية، ولا يلزم من ذلك نفي أصل الإيمان وسائر أجزائه وشعبه، فإن الإيمان عند أهل السنة والجماعة شعب وخصال متفاوتة، وكل شعبة تسمى إيماناً، حيث لا يزول إيمان العبد إلا بزوال أكمل وأعلى وأفضل شعبة، وهي شعبة التوحيد، فإن زالت زال أصل الإيمان وكماله الواجب.
  • كمال الإيمان المستحب: ويتحقق بفعل المستحبات والسنن الزائدة عن فعل الواجبات، وترك المكروهات الزائدة عن ترك المحرمات، كإماطة الأذى عن الطريق، فمن ترك ذلك فقد فاته كمال الإيمان المستحب، ويعد كمال الإيمان المستحب مرتبة ودرجة عالية، لا يصل إليها إلا المؤمنون حقاً، المقربون إلى الله تعالى، المحسنون الذين يسارعون إلى فعل الخيرات والصالحات.


بعض الخصال الدالة على كمال الإيمان

فيما يأتي بيان بعض الخصال الحميدة والأفعال الحسنة التي تدل على كمال الإيمان:[٨]

  • حسنُ الخلقِ: حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا).[٩][١٠]
  • محبة الخير للآخرين: وممّا جاءَ في ذلك قول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ).[١١]
  • حب النبي صلى الله عليه وسلم: حيث قال عليه الصلاة والسلام: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ).[١٢]
  • إكرام الضيف والجار، والصمت إلا عن خير: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ).[١٣]


المراجع

  1. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:8، صحيح.
  2. مجموعة مؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 109. بتصرّف.
  3. محمد حسن نور الدين إسماعيل (22-2-2015)، "الإيمان وأنّه قول وعمل"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16-8-2021. بتصرّف.
  4. رواه الألباني، في صحيح أبي داوود، عن أبو أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم:4681، صحيح.
  5. محمد بن إبراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 39. بتصرّف.
  6. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 2862. بتصرّف.
  7. مجموعة من المؤلفين، فتاوى واستشارات الإسلام اليوم، صفحة 229. بتصرّف.
  8. محمد بن إبراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 40. بتصرّف.
  9. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1232، صحيح.
  10. أحمد حطيبة، شرح رياض الصالحين، صفحة 14. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:13، صحيح.
  12. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:15، صحيح.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:47، صحيح.